من كتاب أسطورة بلاد النور
لم يكن أمام سائق الأجرة إلا أن يلحق به الأذى، فقد تجاوز مؤشر السرعة لديه الحد الأقصى، وارتفعت العجلات الأمامية ثم هبطت فتطايرة بعض قطرات الدماء على مقدمة السيارة، فلم يكن أمامه مجال لتهدئة السرعة أو تغيير خط سيره، ليقف هناك بعيداً عن موقع الحادث ببضع خطوات وشخصت أبصار الركاب في المقاعد الخلفية من هول الحدث.
ترجل أسامة من السيارة متوجهاً لينظر ماذا أقترف؟
هل صرع؟ أم مازال على قيد الحياة ؟
عندما وصل إليها كان بطنها قد شطر نصفين وتدلت أمعاؤها سابحة في دمائها.فقد هلكت ومودعةً الحياة.ارتفعت أصوات الركاب بالتهليل والتكبير،ومنبين تلك الأصوات سمع أسامة أصوات صغار تصيح:نعم هناك أكثر من أصوات الركاب...تنادي في منحدر قريب من الشارع توجه أسامة فوقع بصره على ثلاثة جراء صغيرة...
دمعت عيناه. كانت تلك الكلبة المصروعة هي أم لتلك الجراء الصغيرة.
انسحب بصمت متوجهاً إلى سيارته بعد أن أزاح جثة الكلبة الصريعة ، وفكر هل ألحق الضرر بمقدمة سيارته؟
تفقدها ووجد قطعة لحم كأنها وجبة لتلك الجراء فنقلها إلى صغار الكلبة القتيلة .وقلبه مثقل بالحزن..ثم ألقى نظرة كئيبة كما لوكان يؤدي واجب العزاء.