كم كانت لحظات الانتظار مؤلمة يومذاك لعصام!
كان الكل متلهفاً لاستلام النتيجة .جلس عصام بالقرب من أصدقائه في فناء المدرسة بانتظار أن تعلق النتائج على الجدران ،وبدأ أصدقاؤه يتبادلون الحديث والضحكات محاولين تمرير الوقت،ثم أخذ الحديث يداخله ؛تساؤلات عما سيحظى به كل واحد منهم لهذا اليوم بمناسبة النجاح؟ بدأ الصراع محتدماً...وعصام ينقل نظراته بين زملائه خائفاً من الإجابة عن ذلك السؤال بما سيخبرهم؟
هل يخبرهم أنه إذا نجح فعليه ألا يعرف أحد في المنزل لأنه سينال عقاباً وخيماً وبالأخص لو كان أخوه عليٌ في عداد الراسبين!!
وكيف سيمضي النهار بالتسكع في الشوارع باحثاً عمن يشاركه فرحة النجاح!!!
ظل عصام يفكر:هل يخبرهم بجائزته التي لم تتغير منذ طفولته فهي لاتزال كما هي لاتكبر كلما كبر؟
وبدأ ينقل نظراته على شفاه أصدقائه وهم يتحدثون وهو واضعاً رأسه بين ركبتيه .وبينما كان يفعل ذلك وقع بصره على أخيه علي:فقد كان يتوسط المجموعة .تفاجأ عصام بوجود أخيه،وأخذت أسئلته في نفسه تدور حول عما سيخبرهم به أخوه من طفولته؟
أم سيفعل كما كان يفعل في كل جلسة يتحدث فيها عن تلك العصا الخيزرانية؟!!!.
أصبح عصام يشعر بالخوف من الدور الذي اقترب منه..فجأة ارتفع صوت صديقه فؤاد منادياً له:عصام...عصام..قد حان دورك ذهل عصام لسماع أسمه وبدأ بالبحث عن أخيه بنظرات خاطفة فلقد كان يجلس هنا...بل هناك أمامه .لرتفع صوت أخيه علي مستهزئاً به واقفاً خلفه واضعاً كلتي يديه على كتفي عصام.
شهق عصام رافعاً بصره إلى وجه علي وبما سيبدأ به هل العصا الخيزرانية؟ أم التسكع؟أم تبليل الفراش الذي لايزال للآن مبللاً،رغم أن عصام في الصف (الثاني متوسط) ؟ليقطع الحديث صوت مدير المدرسة مخبراً الطلاب أن عليهم الانصراف اليوم:
ستؤجل النتائج للغد بسبب عطلٍ في الحاسب الآلي.
سعد عصام جداً بالتأجيل وانصرف الطلاب بانتظار الغد.