قبل قليل لم أجد نفسي- التي ربما اعتدت غيابها المتكرر عن واقعي المؤقت-
أثناء ممارستي دور كائن حيٍ في مشهدٍ متقطع لا يتعدى بضع دقائق.
قياسًا على مؤقت ساعتي الرملية.
أو ساعة هاتفي ذي الشاشة البنية التي بالكاد تبين من أثر الرضوض.
و لا تبتعد كثيرًا عن عدد الخيبات التي واجهتها منذ أمد بعيد.
ولم أستطع تجاوزها حتى بداية العام المنصرم.
العام الذي فقدت بمطلعه جميع مدخراتي من الهبات الزهيدة التي تلقيتها كمكافآت أثناء تأديتي لوظيفة كومبارس المزرية.
وبعد فترة قصيرة، أيقنت أن طموحي في أن أصبح فنانًا عظيمًا ينشر الحب بين الناس، ويضع البسمة على وجوه المشاهدين قد تلاشى.
وضعت جميع أشرطتي في سلة المحزنات…
أغلقت صفحة فيسبوك ;شفقة على أصدقاء يحاربون الكآبة بشق الأصابعِ.
قلت : غدًا سيكون أجمل...
ومثلت على نفسي دور النائم، كي أستيقظ على خيالٍ أجمل من سابقيه ،أو دعوة من الواقع; لأستأنف وظيفتي الوحيدة التي لا أجيدها،
ولكن ذلك الغد لم يأتِ بعد.
والآن بعد مرور أكثر من عشرين عامًا على غفوتي،
لا يمكنني التمثيل على نفسي كما كنت في الماضي،
وقد لا أجرؤ على تحمل تداعيات الانخراط في البيئة الدرامية، والانخراط في الوسط الدراماتيكي التعيس،
كل ما أتمناه جنازة فعلية تليق بمشرد يجول مزابل الغزاة بحثًا عن هوية مزورة باسم الوطن .