لا تعذلي لغتي ، طاغٍ على لغتي
هذا الحضورُ ، عَصيٌّ عن مُخيِّلتي !
ما لم تقلْهُ حروفي في اللقا جَزَعا
وَفَّى العناقُ معانيها بمقدرةِ !
للحبِّ يا حُلوةَ الأنسامِ شرعتُهُ
تَروي الجوارحُ عنهُ دونما عَنَتِ
تُجلى خوافيهِ بالنظراتِ عاصِبةً
بعضًا وفي شفَةٍ تقتصُّ من شَفةِ!
لا تعجبي ، فأنا الممنونُ إن سنَحتْ
خُطاكِ تطرقني من أيِّما جِهةِ
بحارُ عشقِك تغريني مَفازتُها
فدون أمواجِها الهوجاءِ أشرعتي
ولا ألومُكِ في عتْبٍ رميتِ به
ظنًّا فؤادي ، أنا راضٍ بمَظلمتي
فلْتمنحي اللحظةَ السَّكرى مساحتَها
عسى تُنيخُ على شطآنِها دَعَتي
تكفي المسافرَ آمالٌ تبعثرُهُ
على الدوامِ ، وتحزِمُهُ كأمتعةِ
بحقِّ هذي القوافي إذْ أُهدهدُها
هوىً تَهادى رحيقًا فوق حَنجرتي
لن أخذلَ الشَّوقَ في صدري ، أُعتِّقُه
نايًا ، أُرصِّعُهُ أنفاسَ مُلهمتي
ولن يموتَ حنيني ، مثلُ سنبلةٍ
يعلو ، وتنبتُ منهُ ألفُ سُنبلةِ !!