مُلبِّين ، نطوي إليكَ المَدى
نزفُّ الهوى مَشهدًا مَشهدا
نفاخِرُ باسمِكَ في الخالدينَ
نباركُ أعيادَك العُوَّدا
وأوطانُ كلِّ الدُّنا حولَنا
تُلبِّيك راجيةً مَوعِدا
فلا جرَمَ اليومَ أن تَنحني
طِواعًا أماني العِدا هُجَّدا
فكم فتَّلوا مكرَهم حانقينَ
وشَدُّوا عليكَ الأذى حُسَّدا
فما بَلغوا منكَ في كيدِهم
ولا ظفِروا في العُلا مَقعَدا
وكنتَ إذا عضَّهمْ عاصِفٌ
من الضَّيمِ يجتاحُهم مُزبِدا
نَضوتَ سِهامَك مُستنفِرًا
تَهبُّ لأحزانِهم مُنجِدا
تُروِّي شَآبيبُك المتعبينَ
تُحاولُ ألّا ترى مُجهَدا
كأنَّك حارسُ هذا الوُجودِ
تُعالجُ أحوالَهُ مُفردا
وما كان بِدعًا ولا صُدفةً
تربَّعتَ هامَ الدنا سَيِّدا
حبتْكَ المقاديرُ في مكةٍ
حياضَ أمانٍ يَفيضُ هُدى
تحجُّ إليهِ القلوبُ حنينًا
تُراوحُ أطيابَهُ سُجَّدا
وأَولاكَ ربُّك من لُطفهِ
رجالًا تصونُ الحِمى رُشَّدا
مَيامينُ ما خذَّلوا قاصِدًا
لخيرٍ ، ولا خيَّبوا المَحتِدا
إذا قيلَ " آلُ سعودٍ" تعالتْ
بروقُ السيوفِ وهَلَّ النَّدى
فيا مَوطني والهوى مُلهمٌ
يَأزُّ المُحبَّ إذا أنشدا
أبثُّك أحلامَ من أمَّلوا
مَعينَك يرتقبون الغَدا
بنوكَ يَهيمُ بهمْ طامِحٌ
تلوِّحُ أضلاعُهم للفِدا
فشُدَّ رُؤاك بهم ساعِدا
وزُمَّ بهمَّتِهم مَورِدا
فكلٌّ على ثغرةٍ واعِدٌ
يُقومُ على صرحِه مُرفِدا
ليَربو الزمانُ بهم موطِنًا
يُطاولُ في مَجدِه مُسعِدا
فمن خَطَّ في الأفقِ أحلامَهُ
فلا غَروَ يومًا إذا شَيَّدا
وحَسْبُ الأمانيِّ ، من رامَها
على ثقةٍ يَبلغِ المَقصَدا
وها أنتَ يا موطني قصَّةٌ
تُزاحمُ أنوارُها الفَرقَدا
سنبقى على العهدِ رهنَ الفِداءِ
وتَبقى لأرواحِنا المُفتَدى