هادي الحمداني
1422-1350هـ
ولد في بلدة الشطرة (محافظة الناصرية).
أبرز محطات حياته:
أكمل تعليمه الأولى والمتوسط والثانوي، وحصل على ليسانس في الآداب من جامعة بغداد (1956)، وواصل دراسته العليا في إنجلترا فحصل على دكتوراه الفلسفة
من جامعة مانشستر (1963).
عمل معلمًا بالمدارس الابتدائية والمتوسطة في العراق (1950 - 1960)، ثم عمل بالتدريس في الجامعات العراقية (1964 - 1997)، عمل بالتدريس في جامعات اليمن، ومنها جامعة عدن.
ترأس قسم اللغة العربية في الجامعة المستنصرية (1968 - 1972).
كان عضو الهيئة العليا لسلامة اللغة العربية (1977 - 1982)،وعضو اللجنة العليا لمناهج اللغة العربية (1980 - 1994)، وعضو هيئة تحرير مجلة الضاد (1980 - 1990).
الإنتاج الشعري:
- له ديوان بعنوان «ديوان الحمداني» - الجزء الأول - بغداد 1965، والأجزاء الثاني والثالث والرابع من «ديوان الحمداني» - مخطوطة.
الأعمال الأخرى:
- له بحوث ومقالات عدة، منها: الشاعر العربي سجينا وأسيرًا - الجامعة المستنصرية - 1970، والحروف الزائدة - الجامعة المستنصرية - 1971،
والأمثلة النحوية - الجامعة المستنصرية - 1972،
والإشارة في شعر المتنبي - مجلة آداب بغداد - 1976،
وله بحوث في النحو العربي - نشرتها مجلة كلية الآداب ببغداد، ومجلة الجامعة المستنصرية.
*خصائص شعره:
شاعر وجداني، ينهج نهج الخليل محافظًا على وحدة الوزن والقافية، مع الميل إلى التجديد في أنساق بعض القوافي، وتدور موضوعيًا حول التعبير عن عواطفه، والتقاط بعض صور الحياة،والتسجيل لأحداث حياته ومشاعره وذكرياته، معتمدًا على الامتزاج بالطبيعة، وشحن المفردات بعواطف جياشة، والتصوير الخيالي المجنح.
يميل في بعض قصائده للتناص مع الموروث الشعري ؛كما أنه يعمد لاستخدام الأسلوب السردي في بناء القصيدة في كثير من الأحيان على عادة شعراء الاتجاه الوجداني .
*توفي في بغداد.
*نموذج من شعره:
قصيدة:الهاربة من المدرسة
أينما شئتِ إلى أين اذهبي
هذه دنياك أحلى ملعبِ
شرِّقي حيث تشائين بها
وإذا ما شئتِ فيها غرِّبي
رقصتْ دنياك أحلى رقصةٍ
وتغنّت بالأماني فاطرَبي
وشدا الكأس على إيقاعها
يُوقظ الناس لأحلى مَشرب
أترعي الكأس فقد لذّ الهوى
واستزيدي الكأس منه واشربي
حقبُ العمر قصيراتُ المدى
ننثني من بعدها للتُّرَب
قادكِ الحب إلى ينبوعه
ومشى فيك بأزهى موكب
الأمانيُّ طروباتٌ به
تتثنّى بدلالٍ طرِب
وحواليه قلوبٌ ترتمي
تحت رجليك كومض الشهب
موكبٌ سار إلى لذاته
يتهادى لبلوغ الأرب
فلِمَ الذعرُ؟ أتخشين الهوى
وجحيمَ الخافق الملتهب
أم تخافين الألى قد فشلوا
أن يُقَضّوها بعيشٍ طيِّب
الحياةُ اليوم حلمٌ رائعٌ
سوف يمضي في ركاب الحقب
جنةٌ تزهو لدى بعضهمُ
ولدى البعض كقفرٍ مجدب
أين من عمرٍ يُقضَّى في هوًى
وحياةٍ تنقضي في تعب؟!
وشرابٍ علقمٍ يجرعه
من تعامى عن شراب العنب
لا تخافي، الصباباتُ قضت
أن تهيمي في فضاءٍ رحب
وتطيري فوق جُنحيْ سابحٍ
شقَّ دربًا في الدجى المحتجب
وتثوري من تقاليد الورى
التقاليد قضت أن تغضبي
قلبك الفاتح فاهُ ولهًا
يتصدّى للهوى في عجب
طوعَ ما شاء وكم من عاشقٍ
قاده القلب بمكر الثعلب
لُـحتِ لي ساذجةً لم تعرفي
ما الهوى هل للهوى من سبب؟!
قادك «الملعون» من مدرسةٍ
أرشدتني حفنةٌ من كتب
ويراعٌ خطَّ في ورد اللّمى
أحرفًاً في غيرها لم يُكتَب
أنا أدري أنني لم أستطع
خطَّ حرفٍ بيراعٍ رطب
كيف خطّت رأسه في شفةٍ
لفظةَ الحب بذاك الحَبب؟!
وحذاءٌ أبيضٌ دلَّ على
أنَّ درسًا قد مضى في لعب
فتساوت لعبة القلب به
ولذا جالا بنفس الملعب
هذه دنياك كلٌّ عاشقٌ
قلبُه هام بحلمٍ ذهبي
النجومُ الزهر في إشراقها
علقت هائمةً بالسحب
وضياءُ الشمس لولا حبّه
لبني العالم لم ينسكب
حضنَ الكون فألقى فوقه
بردةً قد نُسجت من ذهب
كلنا قلبٌ شدا في حلمه
وهفا للأمل المرتقب