الناسُ فوق ثرى أوطانهم سكنـوا
ونحن يسكن في أرواحنا الوطنُ.
سكنتَ أعماقنا أجفاننا وطـناً
روحاً إذا غرّدتْ يشدو لها البدنُ.
أحلاميَ الخضرُ يرسو فيك زورقها
وفيك أبحرتِ الآمال والسفنُ.
يا موطني لم تَهِنْ يومـا لطاغيـةٍ
لم ينتهك وطني المستعمرُ الأسنُ.
لي موطنٌ بسوى الإسلام ما فُتحـتْ
أبوابهُ, دونها الباغون قد طحنوا.
يا مركزَ الكون والإسلام يا وطني
وهذه الكعبة الغرّاء والسننُ.
إن تفتخرْ فلكَ الإسلام مـفخرةٌ
وإن سموتَ فبالإنسان لا يَهِنُ.
هل أعشق الوطن المزروع في خَلَدي
أم اعشق الناس في روحي لهم سَكَنُ؟
من الحجاز إلى نجدٍ إلى هَـجَرٍ
ومن تبوك إلى جازاننا الوطنُ.
لموطني هامة البدر المشعِّ سناً
فهل تطاولهُ الأقزام والنتنُ؟
البائعون لغير الله أنفسهـم
والناصرون سوى إسلامنا جبنوا.
أحسُّ وحشية الأحزان تمضغني
تدوس أحلاميَ الورديةَ المحنُ
أما رأيتم فلول البغي عابثةً؟
أظنهم من بقايا الجهل قد عجنوا.
أما رأيتم ثمار الحقد منتنةً
ولوحةً صاغها الإفلاس والفتنُ؟
في وجه طفلٍ ثنايا الورد بسمتهُ
ما فارقت ثغرهُ الضحكات واللبنُ.
وفي جدائل حيرى في ملامحها
نقش الطفولة قد أزرى به الحَزَنُ.
وفي تجاعيد شيخٍ فوق كاهلهِ
ألقى عباءتهُ المشقوقةَ الوهنُ.
إذا التفتُ أرى الأشباحَ لاهثةً
وحين أصغي تذوب النفس والأذنُ.
إرهاب فكرٍ وإرهاب اليدين هما
وجها عميلٍ بكل الحقد يرتهنُ.
القاتلون برشاشاتهم تعسوا
والقاتلون بإفك القول قد لعنوا.
يا موطني رغم ليل الحقد حدثني
وجهُ الصباح وقال: الليل مرتهنُ.
تلاحم الشعب في وعيٍ بقادتهِ
حكايةٌ صاغها الإسلام والوطنُ.
إنّا أسود الوغى لله وثبتـنا
على عواتقنا الرايات والكَفَنُ.
أنا سعودي ورأسي شامخٌ أبــداً
لهامتي فوق هامات الورى سَكَنُ.