مرحباً بأصدقاء الأدب والكُتب, هنا ملتقى الأدباء ومجلة الكُتاب العظماء, هنا حيث ننثر من ربيع الكلمات مطراً .. أهلاً بكم
لغةُ البيان وكوثر الوجدان
لاغرو أن تسمو على الأقران!
لاغرو أن يهبَ الخلودُ عطورَه
من أجلها..ونشيدَه الرُّضواني
كالشمس ناعمةَ الشعاع تبلجتْ
أوصافُها وزهتْ بكلِّ مكان!
لغةٌ لها صرحُ المهابةِ مثلما
بلقيس ذات العرش والإيوان!
لغةٌ منعَّمةُ كأزهارِ الربى
ورحيقُها أحلى من الرمان !
كالبحر منداحاً وفي أعماقه
ماقد تحار أمامَه العينان!
وهي الفخار لأمة الضاد التي
شقَّتْ دروبَ العلم واﻹيمان !
درر الكلام تفيضُ من قسماتِها
فيرفُّ سحر القول في اﻵذان !
أمَّا العداةُ ففاتَهم أن يرهفوا
أسماعَهم لضميرها النوراني !
فتآمروا في جنح ليلٍ دامسٍ
وهمُ على الآثار كالعميان !
دعْواهم أن الحضارةَ كبَّلتْ
سيقانَها عن نهضة اﻷوطان !
درجوا على هدْمِ الجُسور فهاهةً
وتعلَّقوا بأناملِ الشيطان !
نبذوا التراثَ وراءهم وتنكبوا
عن مجدها الضَّافي بلا عنوان .!
«والناسُ أعداءٌ لما جهلوا» وقد
لا يدركون ضراوةَ البركان !
والليلةُ القمراءُ تصطلم الدجى
وكذاك آخرةُ الظلوم الجاني !
ياسائلي عن بنتِ عدنان التي
فاقتْ ملاحتُها سنا الغزلان !
أرأيتَ إذ تنساب أنغامي على
إيقاعها لعذوبة اﻷلحان ؟!
أرأيت للغةِ الطَّليقةِ وهي في
أندائها نشوانة اﻷغصان ؟!
ماذا أحدِّثُ عن جهابذةٍ سعوا
من أجل صدِّ سنابكِ الطوفان!
ماذا أحدِّثُ عن قوافٍ غضَّةٍ
لمَّاتزلْ شهداً ونهرَ أغاني؟!
ماذا أحدِّثُ وهي أقربُ من دمي
ماذا ؟(وهل بعد العناق تداني)؟!
في كلِّ أرضٍ ألسنٌ هتفتْ بها
واستلهمتْ منها هُدى الحيران!
وتظلُّ سيدة اللغات منارةً
شمَّاء ليس لحسنِها من ثانِ!
مُذ قيلَ يا جبريلُ:
إنّكَ سادنٌ
للوحي،
فـ اقرأْ عن فمِ الأنباءِ!
،
أنِّي انتخبتُ من اللغاتِ فصيحُها
عــــربــــيــَّــةٌ ، رقراقةُ الأصداءِ !
،
وهي المُفَرْدَسُ نُطقُها ..
لا منطقٌ
يعلو عليها؛ غَضَّةُ الأفياءِ!
،
جاءت تجرُّ ثيابَ هيبتِها على
مرأى اللغاتِ بـ مِشيةِ الخيلاءِ !
،
وتقول:
أين الناطقون؟!
فـ ما أرى
إلايَ يعلو صهوةَ النطقاءِ !
،
بـ دمي مشى جبريلُ ثُمَّ أراقَهُ
بـ فمِ النبيِّ وسيِّدِ الفُصَحاءِ !
،
فـ تُليتُ: “باسمِ اللهِ”
أعظمُ مَنطِقٍ
فُتِحَتْ به بوابةُ القُرَّاءِ !
،
لُغةٌ من الفردوسِ ينضو وجهُها
سُبحانَ مُنشِئُها من الفيحاءِ !
،
تمشي بـ أوردةِ التحدُّثِ مثلما
تمشي العذوبةُ في وريدِ الماءِ !
،
فـ ترى لها سَكَرٌ بـ كلِّ مسامعٍ
ألقتْ إليها نشوةَ الإصغاءِ !
،
لغةٌ تعتَّقَ في الرقيِّ حديثُها
فـ تمدَّدَتْ برَّاقةُ الأضواءِ !
،
ما قارئٌ يتلو بيانَ حروفِها
إلا وأشجى مسمعَ الجوزاءِ !
،
وكأنَّ من شفتيهِ تُسْفَحُ غيمةٌ
ثجَّاجةٌ حَطَّتْ على الأمداءِ !
،
تتجذَّرُ الكلماتُ في أضلاعنا
منها ،
فـ تأخذُنا إلى العلياءِ !
،
تسمو بنا نحو السماءِ،
كأنَّها
معراجُ ( طـٰـهَ ) ليلةَ الإسراءِ !
،
متسنِّمونَ على اللغاتِ بها،
كما
يُتَسَنَّمُ (التاريخُ) بـ العظماءِ !
،
فلـ تحفظوها كابرًا عن كابرٍ
ولـ ترفعوها عن يدِ الغوغاءِ !
،
فـ هي المُفَرْدَسُ نُطقُها ..
لا منطقٌ
يعلو عليها ؛ غَضَّةُ الأفياءِ !
……….
لغةٌ بِها نزلَ الكِتابُ مفصلاً
قولُ الإلهِ بمُحكمِ التنزيلِ
حوتْ المعانيَ والدلائلَ كُلها
حازتْ جميعَ الفضلِ والتبجيلِ
نزلَ الخطابَ بها وجاء كتابنا
بعجائبِ الإعجازِ والتفصيل
تسمو على كُلِ اللغاتِ بقدرِها
في الذِكرِ والتجويدِ والترتيلِ
وبِها ثرا التعبيرِ عن مكنوننِا
وبكلِّ لفظٍ رائعٍ وجميلِ
لا شيئَ يعدلُها ويعدلُ حُسنها
في اللّفظِ والتبيان والتفضيلِ
………..
✨✨✨✨✨✨✨✨✨
يَا مُهملَ الضّادِ هَلْ فِي الضّادِ مِن خَلَلٍ؟!!
قل لي- هُديتَ -لماذا زاهدٌ فيها؟ !!
توقيـــــعُك اسمكَ فــي الأوراقِ آلمني
لمّا رَأيتُـــك بِالّلاتِيــــــــنِ تَمْضِيـــهَا…
هَذا التناقضُ – يابــنَ الضادِ- مهــزلةٌ
حتامَ -ويحكَ- فـــي الأوراقِ تَقْصِيهَا؟
عائشة العولقي