مرحباً بأصدقاء الأدب والكُتب, هنا ملتقى الأدباء ومجلة الكُتاب العظماء, هنا حيث ننثر من ربيع الكلمات مطراً .. أهلاً بكم
ماضلَّ بل نَشَرَ الضُّحى وأزاحا
وجعَ القلوبِ وطَبَّبَ الأرواحا
وأقامَ محرابَ النَّقاءِ، وبالهُدى
بَسَطَ السبيلَ، وسلَّمَ المفتاحا
ما غابَ، بل أخذَ اليَبَاسَ إلى السَّمَا
وأتى بُمُعجزةِ اليقينِ فَلاحا
سبحانَ من أسرى بِأحمدَ اذْ دنا
فجرُ السُّموِ فَفَتَّقَ الأَدْوَاحا
في صدرهِ الإسراءِ خيرُ حكايةٍ
وبِحُظْوَةِ المعراجُ جادَ وباحا
يُؤذِيهِ حقدُ الجاهلين، ويرتَضِي
عفوَ الكِرامِ، ويوقِفُ الأتراحا
خَفَقاتُهُ انطلقت لِتدرِكَ قُبَّةً
للنُّورِ لاقَتْ خِسَّةً ورِمَاحَا
كم ضاق صدرُ الكونِ من رئةٍ بلا
روحٍ تُضيءُ وعُصبةٍ تَتَلاحَى!
يمشى على الدربِ العصيِّ ويبتني
قصرَ النجاةِ مَحبةً وصَلاحا
ما كان جمرُ دموعهِ الغضبَ الذي
يُدني العذابَ لِيُهلِكَ الأشباحا
بل كانَ دِفْءَ الرَّحْمَةِ المُهداةِ مِنْ
نَفْسٍ تَفيضُ طهارةً وسماحا
صلى عليه اللهُ ما ملأ الدُّنى نورٌ
وما جَلَّى الشروقُ صَباحا
من مقلتيها.. زارني الإعياءُ
وشفاه من يهوَى الفؤادُ شفاءُ
لغة الهوى.. بين الجفون لحونها
تشدو، وعينُ العاشقين حداءُ
نُجري جداولَ حبنا في روضةٍ
فيعانقُ الوردَ النَّديَّ الماءُ
ونَهيم.. لا الأكوان تدري سرَّنا
كلا ولم تعلم به الجوزاءُ
مــن أيــن أعــبُـــرُ ؟!
و الـفـضـا مُـتـرامي
و الـريـــحُ تـحــمـل آخــرَ الأحـــلامِ
و أنا و قلبي الصبُّ من سنـحـاتـنـا
ولِّـــدَ الكـــلامُ مُــعــمَّـــداً بـكـــلامِ
خـذْ من يدي نُـدَفـاً من الغيمِ الذي
رافـقـتُــهُ بـيـن الـمـدىٰ و هــيـامي
و اغفرْ خطايـا المُدلجين فـرُبـمـا
نُـسِـجـتْ قـصــائــدُهـم مــن الآلامِ
يـا صـاحبي و الحُـبُّ مُـعـتـادٌ على
نَــزَقِ الـغــيــابِ و غُــربــة الأيــــامِ
موالُـهـم هَـجَـرَ البياتَ إلى الصَبـا
هــربــاً إلـى حُــزنٍ بـكُـــلِ مَــقَـــامِ
أنتَ الذي خـاصمتَ حُـبِّي مــرةً
في نجـمـةِ ظـهـرتْ هـنـاك أمـامي
عذراءُ يـجـرحـها الـنـدى مُتسائـلاً
عـن سِرهـا المخبـوءِ بين حُـطامي
و مـرارةٍ ثـقُـلـتْ بـهـا أيــامُـهـا
فرضتْ حُلول الصمتِ في الأقـلامِ
من شطرِ بيتٍ لم يعد يعني لها
شيـئـاً تـفـرقَ و انـتـهـتْ أحــلامي..!
روحي تمدُّ يدَ الوصـــال رقيقةً
مسحتْ دموع التائه المتذلّلِ
رسمتْ بمهجةِ قلبه إشراقةً
تجلو الظلام و حرقةً لم تذبلِ
بعثتْ على أجوائه أُنشودة
أندى وأعذب من ترنُّم بلبلِ
ألقتْ بمسمعه الشجيِّ رسالةً
ألحانُها عزفتْ غرام المُثملِ
فجعلتُ إحساسي وسادة روحه
و صقلتُ مرآتي لقلبٍ مثـــقلِ
شفافةً بالعمق رغم نضوبها
جذبتْ بطلّتها فؤادَ مـعـلّلِ
نقلتْه من تيه العوالم مثقلاً
و الشوقُ ينبِئُ عن غريبِ المنزلِ
فأخذتُه وصنعتُه ورعيتُه
وسكبتُه عطراً فريد المخملِ
و بكيتُه وبكيتُ أيامي التي
قد شِبتُ فيها من وراء المأملِ
حتى العروقُ وماحوته مداركي
تهمي عليه بدمعيَ المسترسلِ
لكـنـه سبكَ الجروح قلادةً
باتتْ على جيدي كحد المُنْصَلِ
مهما يكفّ الظلُّ سربَ ردائه
فخطاي في الرمضاءِ عزمُ المقبلِ