ماضلَّ بل نَشَرَ الضُّحى وأزاحا
وجعَ القلوبِ وطَبَّبَ الأرواحا
وأقامَ محرابَ النَّقاءِ، وبالهُدى
بَسَطَ السبيلَ، وسلَّمَ المفتاحا
ما غابَ، بل أخذَ اليَبَاسَ إلى السَّمَا
وأتى بُمُعجزةِ اليقينِ فَلاحا
سبحانَ من أسرى بِأحمدَ اذْ دنا
فجرُ السُّموِ فَفَتَّقَ الأَدْوَاحا
في صدرهِ الإسراءِ خيرُ حكايةٍ
وبِحُظْوَةِ المعراجُ جادَ وباحا
يُؤذِيهِ حقدُ الجاهلين، ويرتَضِي
عفوَ الكِرامِ، ويوقِفُ الأتراحا
خَفَقاتُهُ انطلقت لِتدرِكَ قُبَّةً
للنُّورِ لاقَتْ خِسَّةً ورِمَاحَا
كم ضاق صدرُ الكونِ من رئةٍ بلا
روحٍ تُضيءُ وعُصبةٍ تَتَلاحَى!
يمشى على الدربِ العصيِّ ويبتني
قصرَ النجاةِ مَحبةً وصَلاحا
ما كان جمرُ دموعهِ الغضبَ الذي
يُدني العذابَ لِيُهلِكَ الأشباحا
بل كانَ دِفْءَ الرَّحْمَةِ المُهداةِ مِنْ
نَفْسٍ تَفيضُ طهارةً وسماحا
صلى عليه اللهُ ما ملأ الدُّنى نورٌ
وما جَلَّى الشروقُ صَباحا