يا أطيبَ البُلْدانِ في مَأْواكِ
شِعري ارتَقَى مُسْتَرشِداً بِهُداكِ
جَنَّدتُ حَرْفِي في هَواكِ وكيفَ لِي
أَنْ أَنتَمِي وقصائِدي لِسِواكِ؟!
أَسرَجتُ ظَهرَ قَريْحَتي ومَشاعِري
وكَتَبتُ في سِفْرِ الهوى أَهواكِ
أَهواكِ .. لا تَرنو لِغَيرِكِ مُهجَتِي
والنّفسُ لا تَهفو لغيرِ حِمَاكِ
أَهواكِ يا حُضناً نَعَمتُ بِدِفئِهِ
وشَربتُ مِنْ ضَمَّاتِهِ مَعنَاكِ
أَهواكِ أُغنِيَتي الَّتي غَنَّيْتُها
وأَنا بمَهْدِ الحُبِّ في نَعمَاكِ
حين انتَشَتْ روحِي على أَنغامِهَا
وتَراقَصَتْ في أَعيُني ذِكراكِ
أَهواكِ والدُّنيا بكَامِلِ زَهْوِهَا
مَا شَدَّنِي مِنْ زَهْوِهَا إِلَّاكِ
فَتَرَبَّعي في صَدرِ جُلِّ قَصائِدي
مَا مَلَّ شِعرِي قَطُّ مِنْ نَجواكِ
يَا أَنتَ يَا رَمزَ القَداسَةِ والتُّقَى
ما الفَخْرُ في آفاقِنَا لَولاكِ
فَبِكَ انْبِلاجُ النُّورِ بَعدَ غروبِهِ
وبِكَ ابتِهاجُ الكَونِ والأَفلاكِ
وعَلى تُرابِكِ سُطِّرَتْ أَمجادُنَا
وتَعَطَّرَتْ أَرواحُنَا بِشَذاكِ
كَمْ تاقَ للحَرمينِ نَحوَكِ طائِفٌ
وتسابقَتْ أَنفاسُهُ لِلقَاكِ
لِنَدا الخَليلِ أَتَى إِليكِ مُلَبِّيَاً
مُتَهَيِّئاً للحِجِّ والأنَسَاكِ
يَا أَنتَ يا نَجْدَ البطولةِ والإِبَا
يا واحةَ الأَحساءِ مَا أَوفاكِ
يَا رَوعَةَ الفَنِّ الحِجازيِّ النَّقِي
يا نغمَةَ المِزمَارِ مَا أَحلاكِ
يا خُضْرَةً تَغْشَى الجَنوبَ وَشُمَّهَا
يا دَمعَةَ الأَمزانِ مَنْ أَجْرَاكِ
يَا أنتِ يانَفحَ الشَّمالِ وطيبَهُ
يا مَنْبَتَ الزَّيتونِ مَا أَندَاكِ
في كلِّ شِبْرٍ مِنْكِ صَولَةُ فارسٍ
أَو باحِثٍ عَن ذاتِهِ بِرُبَاكِ
تهفو إِليكِ الكائناتُ بأَسرِهَا
وتطيرُ مِن شَوقٍ إِلى رُؤْيَاكِ
فَعَلامَ تقْصُرُ عَن مَديحِكِ أَحْرُفِي
ومدادُهَا مِنِّي دَمٌ يَهواكِ ؟!