الأديبة نبوية موسى..
رائدةٌ مِصريةٌ بارزةٌ في مجالاتِ التَّعليمِ وحقوقِ المرأة وشاعرة وكاتبة قصة ومقالة..
وُلِدَتْ في عامِ ١٨٨٦م بقريةِ «مجول» بمحافظةِ «القليوبية»، لأبٍ كانَ يعملُ ضابطًا بالجيشِ المصريِّ ،أُوفِدَ إلى السودانِ قبلَ ميلادِها بشهرَين،
وتُوفِّيَ هناكَ فلمْ تَرَهُ ونشأَتْ يتيمةَ الأب.
شُغِفتْ منذُ صِغرِها بالتعليم، ولكنْ بسببِ التقاليدِ الاجتماعيةِ الصارمةِ السائدةِ آنَذاكَ لمْ يكُنْ يُسمَحُ للفَتياتِ أن يَلْتحقْنَ بالمدارسِ بسُهولة؛ لذلكَ تعلَّمتِ القراءةَ والكتابةَ في البيتِ بمُساعدةِ شقيقِها الأكبر، الذي كانَ كثيرًا ما يَقرأُ عليها دروسَه فتَحْفظُها مِنَ المرَّةِ الأُولى.
عندما بلغَتْ الثالثةَ عشرةَ مِن عمرِها أرادَت أن تَلتحِقَ بالمدرسة، إلا أنَّ أُسرتَها رفَضت بشدة، ولكنها احتالتْ بشتَّى السُّبُلِ لتضمَنَ لنفسِها مَقْعدًا دراسيًّا؛ فاضْطُرَّتْ إلى أن تسرقَ خاتمَ والدتِها لتُزوِّرَ موافقَتَها على الالتِحاق، وبالفعلِ بدأتْ في تَلقِّي الدروسِ ﺑ «المدرسةِ السنيةِ للبنات» لتنالَ شهادةَ التعليمِ الابتدائيِّ بتفوُّقٍ عامَ ١٩٠٣م.
بعدَ أن أتمَّتْ دراستَها بقسمِ المُعلِّماتِ عامَ ١٩٠٦م عُيِّنتْ مُعلِّمةً بمَدْرسة «عباس الابْتدائيَّة للبِنات» بالقاهِرة، وظلت تتابع دراستها حتى نالت شهادة البكالوريا، فكانتْ هيَ أولَ فتاةٍ مِصريةٍ تَحصُلُ على هذهِ الشهادةِ عامَ ١٩٠٧م.
برعت في كتابةِ المَقالاتٍ الصحفيةٍ وركَّزتِ اهتمامَها على قَضايا التعليمِ وتربيةِ الفتاةِ وتَثْقيفِها،كما ألَّفتْ بعضَ الكتبِ التي ضمَّتْ آراءَها وأفكارَها.
أنشأتْ «نبوية موسى» مطبعةً ومجلةً أُسبوعيةً نسائيةً باسمِ «الفتاة»، كما شارَكَتْ في العديدِ مِنَ المؤتَمراتِ التربويةِ والنِّسائية..
*وفاتها عامَ ١٩٥١م
نموذج من شعرها:
*في الشكوى من الزمان
أتى الليلُ واستَعصى المنامُ المُحبَّبُ وباتَت تُوافيكِ الهُمومُ وتُتعِبُ
وما أنتِ من أهل المُجونِ فتَسهري
ولا لك في باب السياسة مَأربُ
فماذا أطارَ النوم عنكِ وقد مضى
من الليل ثلثاه وها الثلث يَذهبُ
أتخشَين جَورَ الدهرِ والعيشُ ناعمٌ وحولَكِ أقوامٌ على الدهر غُلَّبُ؟!
نعم قد أخاف الدهرَ إني عرفتُه
وأخشى كلام الشامتِين وأَرهَبُ!
يقولون ماذا تَستفيدُ من العَنا
فتاةٌ بِطولِ العمر تَشقَى وتَدأبُ؟!
تَجِدُّ ولا تَلقَى من الفَضلِ مُنجِدًا
فلا كان قلبٌ بالعُلا يَتعذَّبُ!
وقد أَسرفَت في الجِدِّ حتى تضاءلَت
وكادَت بقايا جِسمِها تتغيَّبُ
وهذا جزاءُ المُسرفِين فما لها
تلومُ على هذا الزمان وتَعتِبُ
ولو أنها هانت لزالَت هُمومُها
وكانت كباقي الناس تلهو وتَلعبُ
فهذا كلام الشامتِين وإنه
أشدُّ من الموتِ الزؤام وأَصعَبُ
وإني وإن جارَ الزمانُ عزيزةٌ
فلا أَنثنِي جُبنًا ولا أَتقلَّبُ
سأَصبِرُ في حربِ الزمانِ وأهلِه
وإن جمَعوا أعوانَهم وتألَّبوا
أُحارِبهم بالحقِّ حتى أَصُدَّهم
وسَرعَانَ ما يَعلُو المُحِقُّ ويَغلِبُ