*الشاعر فؤاد بليبل
وُلد فؤاد بليبل في تشرين الثاني سنة 1911 في كوم حماده بمديرية البحيره ـ مصر لأسرة من أصل لبناني نزحت إليها قبل خمسين سنة من ولادة الشاعر.
في عام 1922 التحق بكلية الآباء اليسوعيين في بيروت ثم بمدرسة الفرير في بكفيا عام 1929، وهناك تفجرت مواهبه الشعرية حيث بدأ بنظم الشعر ونشره في الصحف والمجلات اللبنانية.
عمل مدرِّسا للغة العربية والترجمة في سان مارك "للفرير بالشاطئ في الاسكندرية ثم تركها وعمل في جريدة "الأهرام " حيث اتصل بالكثيرين من أدباء القاهره البارزين ونشر قصائده في كبريات الصحف والمجلات المصرية..
وقد وافته المنية في 22 آذار عام 1941 وهو في التاسعة والعشرين من عمره.
كتب مقدمة ديوانه "أغاريد ربيع " شاعر القطرين خليل مطران عام 1941، ومما قاله فيه:
"ربيعٌ مداه ثلاثون عاما ً تغنى به ذلك الشاعر النضير، تغنى بما أوحاه نزقُ الصِّبا
وما صوّرته له أوهامُه وأحلامُه، ثم تغنى بما أجْرته من دموعه مِحَنُ الحياة وقد بكـّرت في إيذائه ودكـّت حالا بعد حال ما شاد من صروح آماله وأمانيـــه، ثم مرَّ بالحوادث فآنـًا يبكي وآنـًا يضحك، وآنــًا يرضى وآنـًا يثور، وبين وحي الرؤية ووحي السماع ما يحرك في فؤاده الوتر الحساس فيرده شعرا ً، ويصوغ ذلك الشعر، بقدر ما تتمكن فيه الملكة، صوغ الماهر الذي كان في طريق العبقرية لو فـُسح له في الأجل."
هكان فؤاد بليبل من المجدِّدين، ولكنه لم يعمد إلى التجديد إلا عن طريق وصفه للحوادث التي شهدها والأناس الذين اتصل بهم وعن طريق تعبيره عن شعوره الصادق كما تلقاه من تلك المصادر، وأما أن يُحدث انقلابا في السماء والأرض وأن يُخرج الأسماءَ عن معانيها والمسمّيات عن طبائعها ليقولَ ما يندُّ عنك فهمُـه ،فهذا
مذهب لم يـَضرب فيه بسهم."
*نموذج من شعره :
حرّرتُ ربقتــَـــهُ من كل شائبـة ٍ
فمــا فـُتِــنـْـتُ بمعنىً غيــــر ِ مُبتكــَــــــــر ِ
ولا دعَوْتُ إلى التجديد مُعتصِمـا ٍ
منـــه بكل بغيــض السّبـْــك ِ والصـُّــــــوَر ِ
ولا اعتديتُ على الأنغام أشنقــُهـا
ولا صـَلـَبـْـــتُ الدّجى في دوحــــة ِ القـَــدَر ِ
ولا شربت ُ شعاعَ الفجر ِفي قـدَح ٍ
من اللهيب ِ، ونحــوَ الشـّمــس ِ لم أطِــــــر ِ