تراتيلٌ لِطائفِ اللطَائفْ
في معصميكِ حدائقُ الأشواقِ
وعلى جبينكِ مجدُ كلِّ سباقِ
مغناكِ فوقَ السُّحبِ بينَ النورِ مِن
خُضرِ الحقولِ وبَسمَةِ الإشراقِ
مازلتُ أقرأُ حُسنَكِ المغروسَ في
خَدِّ الورودِ فَتَرتَوي أحداقي
ياطائفَ الوردِ البهيِّ شدا الهوى
فَاحمِلْ إلى روحِ الرِّيَاضِ عِنَاقِي
واقطُفْ من الكَرْمِ الشَّهِيِّ سُلافَةً
مِنْ طعمِ حُلوِ الشَّهدِ في الأعْذَاقِ
واجمع جُمانَ التُّوتِ في ثَغرِ الضُّحى
واسعَدْ بِمَدِّ الوردِ للأعناقِ
وأَقِمْ بحورَ الشِّعرِ حولَكَ كي ترى
غيثًا يُزيِّنُ لَوْحَةَ العُشَّاقِ
ياطائفي يا مَهْدَ ميلادي الذي
رَوَّى مروجَ الصَّفْوِ في أعماقِي
في صَفْحةِ الوطنِ الحبيبِ أراكَ في
هامِ السموِّ مُتَوَّجَ الآفَاقِ
وعلى ابتسامِ الفجرِ كُنْتَ قصيدتي
ولدى انتثارِ الطَّلِ كُنْتَ سِيَاقِي
مَغناكَ عَزفُ جَنَائِنٍ تُهدي النَّدى
سِحرًا يُجدِّدُ رَوْعَةَ الأذواقِ
وعلى الغُصونِ الخُضرِ بعضُ حكايةٍ
في مُزْنَةٍ لِهَدا البهاءِ تُسَاقِي
ضَمَّ الضَّبَابُ ذُراكَ حتى راقَصتْ
بدرًا تَدثَّرَ في ظِلالِ مُحَاقِ
سالتْ بِنجوى الحُبِّ أوديةُ الشَّفَا
وزها العَرارُ لِسَيْلِها الرَّقْرَاقِ
وَدَنَا الجلالُ من الشوامِخِ واعتلى
مجدًا يعانِقُ رَوْعَةَ الأعْرَاقِ
ياطائفِي غنَّاكَ همسُ الوردِ إذْ
لَمَحَتْ عيونُكَ وجنةَ الدُّراقِ
واصطفَّ جوريُّ الجمالِ على الرُّبا
وشَذا لِيُبْهِرَ لَهفَةَ المُشتاقِ
ياطائفَ الإلهامِ بادِلني الهوى
وأعِدْ لصوتِ الشِّعرِ دفءَ رِقَاقِي
طُفْ بي على جنَّاتِ روحِكَ كى أرى
سَعْدًا يُنَضِّدُ للمُنى أوراقِي
فَلَأنتَ أنتَ لَطَائِفُ الحُبِّ التي
تدنو فَتُزْهِرَ عندَها أطْوَاقِي