عَلَى جَنَاحِ أُمْنِيَةْ
يَا شَوْقُ رِفْقًا إِنَّنِي أَتَمَزَّقُ
قَلْبِي يَذُوبُ وَعَبْرَتِي تَتَدَفَّقُ
لَمَّا مَضَى لِلْحَجِّ مَنْ نَادَاهُمُو
أَبْطَأْتُ أُصْغِي لِلنِّدَاءِ وَأُطْرِقُ
لَكِنَّنِي لَمْ أَسْمَعِ اسْمِيَ والمَدَى
قَيدٌ بِأسْمَاءِ الهُدَاةِ مُوَثَّقُ
فَبَكَيْتُ مِنْ وَجْدٍ وَعُدْتُ لِوِحْدَتِي
وَرُؤَايَ من وَقْعِ الأسَى تَتَمَزَّقُ
قَلْبِي يُسَافِرُ آمِلًا مُتَشَوِّقًا
وَيَدِي مُقَيَّدَةٌ وَرُوحِي تَخْفِقُ
فَمَضَيْتُ فِي دَرْبِ الْخَيَالِ وَعُدَّتِي
نَفْسٌ بِأَشْجَانِ الْهَوَى تَتَعَلَّقُ
لَمْلَمْتُ شَوْقِي فِي رِدَاءِ سَحَابَةٍ
وَرَكِبْتُ آمَالِي وَرُحْتُ أُحَلِّقُ
زَاحَمْتُ رَكْبَ الطَّائِفِينَ بِمَكَّةٍ
وَسَعَيْتُ سَبْعًا وَالْأمَانِي تَسْبِقُ
وَمَضَيْتُ فِي فَوْجٍ يَسِيرُ إِلَى مِنَى
وَالْفَجْرُ مِنْ ثَوْبِ الدُّجَى يَتَفَتَّقُ
وَعَلَى الصَّعِيدِ وَقَفْتُ أَرْقُبُ لَحْظَةً
لِلشَّمْسِ فِيهَا دَمْعَةٌ تَتَرَقْرَقُ
وَجَمَعْتُ قَلْبِي فِي الْمَسَاءِ مَعَ الْحَصَى
وَحَضَنْتُهُ حَتَّى يَحِينَ الْمَشْرِقُ
وَلَهَجْتُ مَا بَيْنَ الْجِمَارِ بِدَعْوَةٍ
وَبَكَيْتُ حِينَ رَأَيْتُهَا تَتَحَقَّقُ
وَرَجَعْتُ لِلْبَيْتِ الْعَتِيقِ يُقِلُّنِي
قَلْبٌ بِأَبْوَابِ السَّمَاءِ مُعَلَّقُ
يَنْسَابُ نَهْرُ النُّورِ فِي أَمْدَائِهِ
وَالْحُبُّ فِي جَنَّاتِهِ يَتَعَتَّقُ
فَحَبَسْتُ فِي رِئَتَيَّ أَنْفَاسَ الرِّضَا
وَرَجَعْتُ مِنْ أَمَلٍ أَكَادُ أُصَدِّقُ
وَأَفَقْتُ شَاكِرَةً وَيَا لَسَكِينَتِي
هَذَا الْخَيَالُ أَتَى يَدًا تَتَرَفَّقُ
فرَجَوْتُ رَبِّي أَنْ يَصِيرَ حَقِيقَةً
فِي قَلْبِ هَاتِيكَ الرِّحَابِ تُوَثَّقُ
مِنْ قَبْلِ أَنْ يَطْوِي الزَّمَانُ بِسَاطَهُ
وَيُغافلَ العمرَ الغريبَ فيُسرَقُ