عـــام جـديــد قــــادم بـالـبــاب
فلتـفرحـوا بـقـدومـه أحـبـابــي
واستـبـشـروا بسـعـادة وتـفـاؤل
فـلـعـلـه مـفـتــاحُ كــلِّ جـــواب
جـاء الصبـاح وليـتـه لـمـا أتــى
أحـيـا القـلـوب بـنـوره الـوثّــاب
بعض الكلام يمـوت في أفواهنـا
ونــراه مسلـوبـا مــن الأهـــداب
لو تأخذون مـن السنيـن وعدهـا
درسـاً لكنتـم مـن أولـى الألبـاب
لكـنكـم فـــي غـفـلــة مـنـبـوذة
أودت بكـم فــي شـدة وسَـغـاب
فالنفـس عاشقـةٌ لمـا يحلـو لـهـا
وتـزيــغ بـيــن مـثـوبـةٍ وعـقــاب
بعض السـنين تود لـو مجّـدتهـا
والبـعـضُ مـثلُ زوائــد الإعـراب
ننسـاق نحو اللهـو في حفـلاتهم
ونتيـه فـي شـدو وفـي إعـجاب
إنـا لديـنـا فــي العقـيـدة ثــروة
تغنـي عــن الأسـمـاء والألـقـاب
فعلام هذا الجهـل يغري بعضنـا
والبعض بين النـاس كالأخشـاب
إن المقـلـد فــي النـهـايـة تـائـه
كالتـيـه بـيــن حـمـامـة وغــراب
ضيعـتـمُ درب الـهـدى وصفاءه
بالسـير خلف زواحف السـرداب
كل الأباطيل التـي فـي عصرنـا
جــاءت بـوجـهٍ ..كـالـح ..كـذاب
فعقيدتـي فـي نـورهـا مـوزونـة
مــا بـيـن سـنـة أحـمــدٍ وكـتـاب
رمضان هجريٌ الحساب وحجُّـنا
ونسيـر فـي ركــب بغـيـر ركــاب
يا عامنـا الهجـري عـذرا حـينمـا
نجري وراء الغرب في اسـتغراب
إن الشـريعة سـمحة ... وأصيلـة
والمصطفى كالنجم فوق سحاب
مـرّت سنيـنُ العمـر مثـلَ دفـاتـر
صفحاتُـها طـويت بغيـر حسـاب
تلك السّـنونُ حثيـثة يا صاحـبي
تغـري الأنـام بلهـوهـا الـجـذاب
فاحـذر فـإن العمـر فـي طياتهـا
كالـمـاء للضـمـآن عـنــد سـراب
عـــام نـودعــه ... وعـــام قــادم
والغيـب مقـضيٌ مــن الـوهـاب
يا ربنـا ..بارك لنـا .. فـي عامنـا
واصرف شـرور عوارض الأسباب
ربــاه واجـعـل أمـنـنـا متـكـامـلا
وبـلادَنــا مــشـدودةَ الأطــنــاب