سيرة الشاعر
عادل بن حكمت الغضبان.
ولد في مدينة مرسين (وهي الآن في تركيا)، ونشأ في حلب (شمالي سورية)، واستوى عودًا وتكوينًا ثقافيًا في القاهرة، وفيها عاش ومات.
تلقى دروسه الابتدائية في مدارس حلب، ثم توجه - مع نهاية الحرب
العالمية الأولى - إلى حيث استقر والده بالقاهرة، فالتحق بمعهد الآباء اليسوعيين، فأتقن العربية والفرنسية.
اشتغل مدرسًا، فموظفًا في المحاكم المختلطة بالقاهرة، ثم اختير مديرًا للقسم الأدبي في «دار المعارف» - وهي آنذاك - أكبر دار للطباعة والنشر في الأقطار العربية. وفي إطار هذا العمل تولى رئاسة تحرير مجلة «الكتاب»، ومن بعدها رئاسة تحرير سلسلة «اقرأ» - وهما من إصدارات دار المعارف.
زار معظم العواصم العربية والبلدان الأوربية والأمريكية عدة مرات، سائحًا، أو مشاركًا في ندوات ومؤتمرات.
اختير عضوًا في لجنة الشعر بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، بالقاهرة، وعضوًا في رابطة الأدب العربي سنة 1933.
أشاد به وبأسلوبه وفكره شيخ العروبة أحمد زكي، وعباس محمود العقاد، وأطلق عليه لقب «شاعر الشباب» من بعض الصحف، التي نازعت الشاعر أحمد رامي هذا
اللقب.
الإنتاج الشعري:
- له: «من وحي الإسكندرية»: مطولة شعرية، في طباعة أنيقة، وثمانية عشر نشيدًا، تعرض قصة عروس المتوسط من مؤسسها: الإسكندر، إلى حاضرها في عصر
جمال عبدالناصر. (المطولة 187 بيتًا - التزم فيها وحدة البحر (الرمل، والقافية) - القاهرة 1964، وله قصائد منشورة في صحف عصره، منها: «العربية» - مجلة الكتاب -
العدد (1) - السنة الأولى - القاهرة - نوفمبر 1945، و«أيها الجندي» - مجلة الكتاب - جـ 2 - السنة الأولى - القاهرة - ديسمبر 1945، و«فتى الأرز» - مجلة الضاد - حلب -
السنة 29 - يوليو 1959، و«البلبل الغريد» - مجلة الضاد - حلب - السنة 30 - يناير/ فبراير 1960، و«أخو البلابل» - مجلة الضاد - حلب - السنة 30 مايو/ يونيو 1960، و«تحية العرب للمكسيك» - مجلة الضاد - حلب - السنة 30 - نوفمبر/ ديسمبر 1960، وقصائد أخرى، نشر أكثرها في أعداد متفرقة من مجلة الضاد (الحلبية)، وله ديوان مخطوط، بعنوان: «قيثارة العمر»، وله مسرحية شعرية عن الفرعون المحرر «أحمس الأول» - فازت بجائزة وزارة المعارف المصرية (1933) - طبعت مرتين - المطبعة العصرية - القاهرة (د. ت).
الأعمال الأخرى:
- من أعماله: «ليلى العفيفة»: قصة الشمم والحب والمروءة في البادية العربية قبل الإسلام - سلسلة اقرأ، و«الشيخ نجيب الحداد»: دراسة عن حياته وأدبه - سلسلة نوابغ الفكر العربي - دار المعارف - القاهرة، كما ترجم إلى العربية عدة قصص عالمية: دون كيشوت - سجين زندا - الزنبقة السوداء - الأمير الفقير - مملكة البحر، وكتب مقالات في النقد الأدبي النظري والتطبيقي، وألقى محاضرات عن شخصيات وموضوعات عربية منها: المنهاج إلى الحق والخير والجمال - الوثنية في الأدب - المرأة والشاعر - زبد وحباب - الكواكبي الأديب - أقوال الشعراء في حلب الشهباء.
يرتبط أكثر شعره بمناسبات اجتماعية وحفلية متصلة بعلاقاته وأسفاره المتعددة، ولكنه - بمهارة واضحة - يدمج الخاص بالعام، ويدخل الاجتماعي في السياسي، فلا يلبث أن يعبر عن اعتزازه بالتاريخ العربي، وانتمائه إلى الفكر القومي، وإيمانه بالوحدة العربية. التزم بالموزون المقفى، ونقاء اللغة، وسمو التعبير والتصوير، وفي نثره تتجلى عناصر الشعرية في حرصه على إيقاع الجملة، وجرسها الصوتي، وقوة سبكها.
- نموذج من شعره
(ذكرى وداع)
مررتُ بالبحر فاهتاجت لرؤيتِهِ
عواطفي وبكَتْ عيني على الأثرِ
فقلت للبحرِ أرجِعْ مَنْ ذهبتَ بها
فخلَّفتني أليفَ الهمِّ والسهر
فلم يُجبْني بغير الموج ملتطمًا
وبالنسيم يسلِّيني من الضجر
ذكرتُ يومًا به ودَّعتُ منتحبًا
حسناءَ طلعتُها أبهى من القمر
فودَّعتني وقالتْ في ملاطفةٍ
إن السفينة قد همَّتْ على السفر
أتبعْتُها نظري والفلكُ سائرةٌ
حتى توارت عن الأحداق والنظر
سارتْ فسار فؤادي في حراستها
وعدتُ أشكو الأسى حتى إلى الحجر
أمرُّ بالناس لا ألوي على أحدٍ
ولا أرى غيرَ أشباحٍ من الصور
يا ناصحي بجميل الصبر في شَجَني
صبرتُ يا صاحِ حتى عَزَّ مُصْطبري
إمّا رجوعُ حبيبٍ بعد غيبتِه
عن الديار وإما ظلمةُ الحُفَر