يهلُّ شهر رمضان الكريم كفرصة عظيمة ثمينة في رحلة التغيير الذاتي والحرص الكبير في استغلال أوقات هذا الشهر العظيم ، وغرس الكثير من القيم الإنسانية الأصيلة والمبادئ العظيمة في تربية الأبناء بدايةً بتلك النظرة الإيجابية بعيداً عن السلبية التي تطاردنا في كل اتجاه خلال هذا الشهر الفضيل والتي تحفل بها وسائل التواصل الاجتماعي حتى وصل بالبعض من التربويين والمدربين ، وغيرهم بأن يتحدثون بل ويكرّسون بطريقة أو بأخرى على أن شهر رمضان لاعداد الولائم والنوم والاهتمام بالرياضة لا أكثر ؟!
الكثير من البرامج والمنصّات المشاهدة والمسموعة والمقروءة تتحدث عن رمضان بموضوعات سطحية لا تمثّل قيمه ومبادئه الأصيلة ولا تطرق أبواب الاستثمار الأمثل للشهر الكريم ومنها استثمار أوقاته في العبادة والاستزادة من الخيرات وقراءة القرآن والصدقة والعبادة وتربية الأبناء وتعويدهم على تعظيم هذا الشهر الفضيل الذي تضاعف فيه الأجور والحسنات تربية ذات رسائل تربوية مؤثرة تساعدهم في توجيه سلوكهم وترويض نفوسهم بالشكل الجيّد الذي يساعدهم في بناء شخصياتهم وأفكارهم نحو الحياة الحقيقية .
شهر رمضان لم يشرع لتعبئة البطون والتكاسل عن طلب العلم والتقهقر عن التقدم ، واهدار الكثر من الأوقات في اللعب والتقنية ، وإنما شرع لتعبئة النفوس بالقيم والمبادئ ورفع الهمم نحو التغيير للأفضل واستشعار المسؤولية والمشاركة في بناء الأسرة وحثّهم القيادة وصناعة القرار مع متابعتهم المتابعة العملية التربوية في صومهم وعباداتهم ودراستهم وتشجيعهم وتعزيز تصرفاتهم الايجابية نحو صناعة أجيال اليوم ليكونوا قيادات المستقبل في الوقت نفسه وجب على الأسرة والمجتمع الابتعاد عن بث الرسائل التي من شأنها الإحباط وإضعاف الهمم وتربيتهم على التهاون والتقصير المستمر .
فمن فضائل الكريم تكوين علاقة وطيدة مع الأبناء ومشاركتهم في الافطار والسحور ومشاركتهم في تصوراتهم وأفكارهم وبرامجهم الرمضانية التي تهدف لبناء شخصياتهم وقدرتهم على التعامل مع الناس بكل أطيافهم والتعامل مع الظروف والأحداث مهما كانت عندها ستكون للنصيحة والتجربة والقصة مكانة عظيمة في نفوسهم مما ينعكس انعكاساً طيّباً على العبادة والمثابرة في دراستهم وعملهم مما يعني التوافق بين العبادة والدراسة ، فالقيم الكبيرة خلفها تربية عظيمة غرست هذه القيم والمبادئ في نفوس الأبناء والبنات فكان الفلاح والنجاح والهداية والتوفيق ، وقوة الشخصيّة وبالتأكيد سيحملون هذه الرسالة ويعلمونها للأجيال القادمة فالحياة رسالة تحملها الأجيال جيلاً بعد جيل .
فكرة أخيرة :
رمضان رحلة تغيير نحو الأجمل تربوياً وأخلاقياً ودينياً ونفسيّاً واجتماعيًا .
" تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال في هذا الشهر الكريم " .