يبدو أننا ما زلنا ضائعين في سكة التائهين البعيدة عن الفن ومسؤوليته ورسالته العظيمة مما يجعلنا في مشاهدة فاترة لا تقل سذاجة عن مسلسلات مسفهة تصل بالذوق العام لأدنى مستوى من الابتذال والإسفاف الذي يشعر معها المتابع أو المتلقي البسيط بسذاجتها التي أتت هذا العام دون أي احترافية أو مهنية بل فاقت كل التوقعات بتسطيح أفكارها ؛ كي تصدر لنا ثقافات مهايطية على طريقة أركد فديتك- مع نفسك - في المكان اللي أنت خابر - يا شيخ " !!!!!!!!!
ثقافة الاستهبال تحت مسمى كوميديا تقودها مجموعة من الشباب أجزم بأنهم لا يمتون للموهبة بشيء يذكر لا من قريب ولا من بعيد، نسوا أو تناسوا بأن الدراما بكل مكوناتها باتت صناعة تمثل ثقافات الشعوب بالإبداع الذي يحتاج للكثير من المال والفكر وجلب الكوادر الفنيّة والعمل على صناعة دراما تستحق المتابعة وتؤسس لاحترام المشاهد وزراعة القيم والمبادئ دون سوقية الطرح الدائم .
رغم الإمكانات الكبيرة والعقود العالية إلا أن محور العملية الفنية مفقود تماماً ، وما هي إلا نظرة لمدارسنا وجدرانها والأماكن العامة العائلية والعزاب حتى تشاهد تلك الممارسات القديمة والحديثة وقد اتحدت في الإبقاء على تلك الثقافات والتي مع استمرارها ما زلنا نعاني من أزمة كوميديا هكذا هي " ثقافة البومب " التي لا تصدّر لنا غير لبن سمك تمر هندي وتستمر في عرض حلقاتها كما كان يعرض " فرّقنا " بضاعته وهو الذي كان يأتي ببضاعته من أسواق البلد " الجنوبية والخاسكية " في جدة ويعرضها على أهل قريتنا قديماً فيشترون ويستمتعون بها لكنهم هجروا " فرقنا " وبقشته الشهيرة رغم أنه مازال يحاول أن يسترضيهم حتى ولو كان دينا مؤجلا في سبيل تسويق بضاعته الرخيصة، فهل يدرك من يصدّر لنا " ثقافة البومب " سوقية طرحهم واللجوء غير السلمي لممثلين فشلوا في إثبات وجودهم درامياً وكوميدياً طيلة عقود من الزمن .
ومضة :
القصص الدرامية فن يرتكز على الإنسانية بكل تفاصيلها ذات القناع الأبيض الضاحك « الملهاة » أو القناع الأسود المحزن « المأساة » أو الجمع بينهما في
« التراجيكوميدي » وهي تناول الشخوص الأسطورية ببعض من السخرية وما زال وجه الدراما والكوميديا لدينا يحتاج للكثير من المعاهد ومقاعد الدراسة فالمرحلة تحتاج تأهيل أكبر من صعاليك السوشال ميديا والمزيد من أرباح المشاهدات بعيداً عن قيمة الأعمال المقدّمة .