كيف يعيد الانسان اختراع ذاته في لحظة مفصلية من الحياة ، وبداخله مفاهيمه القديمة للمصطلحات المادية ، المدونة بواقعية الآخرين .. مجردة المعنى زاحفةً من الطي إلى النسيان إلى الولادة مرة أخرى ، في شرنقة تكاد أن تتحول من قيد إلى قيد ، منحسرةً في آفاقٍ مصيرها العودة من وجود نائم . هذا الوجود بحد ذاته كرة أخرى بأفواه تملكها خيالات شعرٍ و رواية وقصة يسردها سيد عجوز لأحفاده .
في حين تترهل أفكاره التي عاشت تحت قيد الهيمنة والاستعلاء البغيض ، ليجد نفسه متعفناً في خوفه واضطراباته التي انهالت عليه كبيت عنكبوت نكزه صوت الشارع ، وهو يتلوث بأحذية المارة المختلفين في أفكارهم وأساليبهم ، يجرون خلفهم ويلات من النقصان والانتماء المجرد من الشيء والشيء الآخر ...تلوذ بداخلهم كفوف قوم نائمة، تراوغ كيفياتهم بين كل معاني الاستحواذ الذي يجمع امتداده في عشية وضحاها ....
تقتنص الذات بداياتها كتأويل لتتحرر من ظن فكرة كثرت حولها حروب الكيف والكم، ونسيت أن ترسم الواقع بمعناه الأصلي الذي توجهه الحقيقة والتي وجد عليها فالعالم الذي بين يدي هو مجرد فكرة تبحث عن المعنى الترميزي الذي ينادي بالأشياء على غير مسماها وبداخلها مضامين مستعارة من فضاء الإنسان ذات إيقاع محدود تتوالد بداخلة أسئلة الليل حين داهمت دماغه وهو نائم ليتمكن من صنع المعنى ويذكر حقيقته المتعافية أنه إنسان .
عنبر المطيري