في زيارة خاطفة لبيتنا القديم طافت بي ذكريات طفولتي، فأخذت اتأمل ذاك البيت الجميل الذي جمعني بكل أحبتي، تخيلتهم بكل زاوية من زوايا ه، لمحتهم في كل شبر من أركانه رغم الوحشة التي تخيم في كل مكان، شممت رائحة أبي، شممت رائحة القهوة التي كانت تصنعها أمي قبيل الفجر، تخيلت جدتي في مصلاها المعتاد تردد اذكار الصباح.
يالله بطول تلك السنين لم أنسى تلك التفاصيل وتلك الوجوه.
وكيف لي أن انسى من قاسموني تفاصيل حياتي وتشاركت معهم الروح والنبض وأروع الضحكات
مر الشريط أمامي بسرعة مخيفة، رأيت ملامح طفولتي ترتسم بكل زاوية من زوايه بل رأيت لبنات الطوب تجسد كل فرد من افراد عائلتي، تذكرت رفيقات الطفولة، وصديقات الصبا
فتحت دفاتر مغلقة علاها غبار النسيان، أخذت أستعرض فيها أعذب الذكريات فنكأت لي جراح كنت اظنها قد اندملت واظهرت صفحات ظننتهاقد طويت من تاريخ ذاكرتي ولم أكن أعلم أن الذاكرة مستودع لا ينسى.
حينها التفت يمينا وشمالا لم أرى شيئا كل شيء صامت الا الضجيج الذي يصرخ في داخلي
أعيدوا لي زمان الأحبة ولكن هيهات، شاخت الأماكن وتفرق ألاحباب، ولم يبقى سوى صروح جامدة تنبض بروح الأمس.
تبسمت حينها بغصة وألم ليتني بقيت طفلة.