أنا ما سبتني قبل عينكِ طَفْلَة
لا تحسن التحليق في أفلاكِ
حتى رمتني قوس خصركِ رميةً
أردت شبابي في مهب جفاكِ
فلأنت يا من لا سبيلَ لوصلها
فردوسة عزت على النساكِ
كم ساومتني النفس في إتيانها
وثنيت روحيَّ حُرمةً لحِماكِ
رحماكِ أحكمتِ الوثاق بخافقي
وغزلتِ من خُضرِ العيون شِراكي
بل كيف كَبلتِ العيون بنظرةٍ
عن كل حسن في الإناثِ عداكِ
فجعلتهِ لا يستسيغ لمشربٍ
مهما استبد به الظما.. للقاكِ
حتى غدا وهو الخلوق مرددًا
غزلًا محالٌ أن يكن بسواكِ
أيقنت أن النهد أكبرُ خدعةٍ
مالم يكنْ متربعٌ بعلاكِ
آمنت أن الحب أعظمُ خيبةٍ
مالم يُتوج في الجمالِ بهاكِ
وعرفت أن العيد طعمًا آخرًا
لا ينتقع إلا بخمرِ لماكِ
أنا لست مجنون الغرام وإنما
ما ظل قلبٌ كي أحبَ سواكِ
ما ظل روحٌ كي أموت مجددًا
ما ظل عذرٌ كي اخون هواك
أنا لست محصورَ الشعور وإنما
لا أفق يعلو عن فضاءِ سماكِ
لا نجم يدنو من لهيب شواظها
أو نجمةً ألفت على مسراكِ
إلا ويرجعُ بائسًا من سعيهِ
وتعودُ تشكو من فؤادٍ باكي