الشاعر:سعد درويش
1988-1923م
*سيرة حياته في سطور:
ولد في مدينة تلا (محافظة المنوفية)
عاش في مصر، وأقام في في العراق فترة من حياته،وزار سراييفو.
تخرج في كلية الآداب - جامعة فؤاد الأول (القاهرة) عام 1945 - قسم اللغة الإنجليزية.
عمل مدرسًا بمصر، وبالعراق، ثم بعد عودته إلى مصر: مديرًا بالعلاقات الثقافية الخارجية بوزارة التعليم العالي، ثم مراقبًا للنصوص بالتلفزيون المصري، ثم مديرًا عامًا للنشر في هيئة الكتاب، فوكيلاً لوزارة الثقافة لشؤون النشر، والمراكز العلمية، ثم مستشارًا للمشروعات الثقافية والأدبية بهيئة الكتاب بعد تقاعده.
كان عضو اتحاد الكتّاب (في مصر) ؛وعضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة.
*الإنتاج الشعري:
- له ثلاثة دواوين - نشرتها الهيئة العامة للكتاب بالقاهرة : «السادات وجدان مصر» 1978، و«الوجه الغائب» 1984، و«في معبد الكلمات» 1989 .
*مكانته الشعرية:
كتب القصيدة الموزونة المقفاة، واتسمت قصائده بالطابع الوجداني؛ متأسياً في ذلك بجماعة أبولو
ساهم إلى حد ما في كتابة شعر التفعيلة،ولكنها لا تصل إلى مدى القصائد الأخرى.
*وفاته:في القاهرة عام :1988م
*نموذج من شعره:
_جراح على السفح
أيها الشاعرُ هل عِفْتَ القممْ
فغمرتَ النفسَ في بحرِ الظُّلمْ؟
عشتَ يا شاعرُ دهرًا لا ترَى
في حياة السّفحِ إلا ما يصم
كنتَ تأبى أنْ تُرى في موقفٍ
مع هذا الدهرِ لا يُرضي الشمم
عشتَ في محرابِك الأسمى فلمْ
ترجُ مخلوقًا ولم تعبد صنم
كيف باللهِ تنزّلتَ إلى
ساحةٍ مجدُك فيها ينهدم؟
ساحةٌفيها الذليلُ الـمُزدرى
غانمٌ طُوبى لمن فيها غرِم
أنفُسٌ هانت على أصحابها
فاستكانت للغشومِ المحتكِم
ومسوخٌ لستَ تدري كنهَها
شبحُ الخزيِ عليها مُرْتسِم
يا لَه مُعتركًا فارسُهُ
من يبيعُ النفسَ في سوقِ الذِّمَم
بحرُ سوءٍ بالمخازي مُترَعٌ
أتطيقُ الخوضَ في هذا الخِضَم؟
إيهِ يا شاعرُ خبِّرني أفي
يقظةٍ ما جئتَهُ أم في حُلُم؟
كم شهدناكَ بعيدَ المرتقى
أبدًا فوق الأعالي تعتصِم
كم أشعْتَ النورَ علويَّ السَّنا
وبعثتَ الشعرَ قُدسيَّ النغم
ماالذي نحّاكَ عن مجدِ الذُّرى
أيُّ سيلٍ جارف المجرى عَرِم؟
أيُّ خطبٍ أو قضاءٍ ظالمٍ
شاء أن تهبطَ من أعلى القِمم؟
وعظيمٌ أن تُرى منحنيًا
أنتَ يا من كنتَ كالطَّوْدِ الأشم
أنتَ يا منْ كنتَ ترثي للأُلى
أينعوا في مرتع الذَلِّ الوخِم
كم طويتُ الليلَ أدعوكَ إلى
صونكَ النفسَ فآثرتَ الصمم
كنتَ تبدو من حديثي ساخرًا
فاجرعِ الكأسَ هوانًا وسقم
جئتَ نُكرًا فاسكبِ الدمعَ على
جرحكَ الدامي وهل يُغني الندم؟
كلُّ جرحٍ في غدٍ ملتئمٌ
وجراحُ الضَّيْمِ ليستْ تلتئم
لا ألوم الناسَ فيما نالني
ليس إلاكَ الأثيمُ المجترم
أنتَ ألححتَ على الدنيا ومن
يبتعدْ في طلب الدنيا يُضَم
لستَ يا شاعرُ ممّن ينحني
للأعاصير ويستسقي الدِّيم
حسب ُأمثالكَ إن جار الأسى
بسمةُ الساخرِ من دنيا العدم
أنتَ يابنَ النورِ لم تُخلَق لما
خُلِقَ الناسُ له فارْعَ الحُرَم