صديقي الأب الخمسيني مثلي دعني أحكي لك ولي حكاية نقطع بها مفازات السّمر، والليل، والشتاء الذي لاأظنه سينتهي قريبًا . كنا أطفالا نلهو من البيت إلى المِسْراااب …للجَلّة ..! شبّ فينا ذلك الصغير سرقه الزمن ليجد نفسه شابا وصوته أضحى حادا كبر قليلا فكان الشاب أبًا .. رويدا رويدا ينغمس في انشغالات الحياة يحارب من أجل لقمة عيش أبنائه الذين يكبرون أمام عينيه.. هو منشغل جدا ببنائهم بينما هم يهدمون ركنا منه ..! يبني هذا ويبني هناك دون أن يشعر هو بتقدم سنه ..! ولاهم يشعرون ..! فجأة يبدأ العدد في ذلك البيت بالتناقص وتبدأ الأرواح الصغيرة في ربط حقائب الوداع ..! مابين ولد كبر وقرر الاستقرار بعيدا وبنت تزوجت ولم تعد تأتي إلا في المناسبات. يعم الصمت اللعين ذلك البيت الكبير..! ذلك الصدر الكبير في دفئه يتحول إلى صمت كئيب يذبحه برد قارس. وتنتهي رحلة طفل .. عجوز , وتبدأ رحلة أخرى لجيل آخر.. نأتي ونغادر من جلباب الحياة..! نفيق ..نغفو ..ننام .. نرحل ..!
وتستمر الحياة ياصديقي الطفل / الشاب / الرجل / العجوز