إليكِ أنتِ، إلى باقاتِ أطيافي
إلى النسيمِ الذي يشدو بأريافي
إليكِ يا نبضَ أيامي سأرسلُها
كأساً من الودِّ، من نبعِ الهوى الصافي
إنْ لم تجودي بإيحاءِ الجوى سلفاً
فليهنأِ البعدُ باستبعادِ إنصافي
هذا أنا أعبرُ التاريخَ من زمنٍ
لكنَّني تهتُ فيما قالَ أسلافي
وبين أحلامنا، أشلاؤنا سقطتْ
في هُـوَّةِ البينِ، تاهتْ دونَ إسعافِ
تأبى المسافاتُ لكنْ قد تبوحُ بما
يهتزُّ في أضلعي رَعْشاتُ أطرافي
أخافُ من طارقٍ يقضي على حُلُمي
وأنتِ مثلي إذا فَكَّرتِ بي خافي
واستلهمي من سماواتِ الدجى قمراً
ومن سنا البدرِ أطيافاً كأطيافي
قد يُطبِقُ اليأسُ لكنْ للرجا سبلاً
تأتي مع الصبرِ أفواجاً بآلافِ
ألَمْ يقُلْ ربُّنا في الذكرِ عن حِقَبٍ
عاشتْ قريشُ بها رغداً :(لِإِيْلَافِ)
والناسُ من حولِهمْ أسرى لمسغبةٍ
يغشاهُمُ البؤسُ من عُدْمٍ وإجحافِ
إلى ربيعِكِ قد يَمَّمتُ راحلتي
عَلِّي أُخفٍِفُ حملاً هدَّ أكتافي
فناوليني على كفِّ الرجا أملاً
أقاومُ اليأسَ إنْ أغرَاهُ إضعافي