هي كالعبير ..
باحت في صدري سرّها ..
وأتت بهمْستها عبق ..
كاللص من رئتي سرق ..
كل الهواءِ والشعور ..
هي كالعبير ..
إني أظنّني أنها لمست فؤادي والضمير ..
باتت لأمنيتي مصير ..
في ليلتي ومضت كنور ..
كانت كفجرٍ بالآذان ..
في عُسرةٍ كانت سرور ..
وحوَت بحضنٍ كالجِنان ..
إني في غورِ ظلامها ..
بها مستنير ..
هي كالعبير ..
منذ الصّبا ..
وأنا أتوقُ لرحلةٍ فوق المروجِ والرُّبا ..
حتى أتيتِ كالودق ..
كالسحرِ في صمتِ الغسق ..
كالبحرِ يُغري للغرق ..
كنتِ من الله الهِبة ..
إني وخارجُ سجنكِ حرٌ أسير ..
قلبي فقير ..
حتى أتيتِ ماسةً ثم اغتنى ..
في عيدي كنتِ عيدهُ ..
كنتِ المُنى ..
في الجائحة ..
تلك القيودُ تحفنا ..
وصلت بنا حد الأرق ..
كنتُ أواجه وحدتي ..
وجيوشُ بؤسي في الطرق ..
كمخيّمٍ يحوي خواء ..
يحوي سحاباً من بكاء ..
لا روح فيها أو خلايا نازحة ..
حتى أتيتِ ثورةً ..
ألغت حدود الاضطهاد ..
ألغت جوازات السفر ..
صارت لي وطناً وبلاد ..
كالبيتِ أنتِ وصدركِ قطنٌ وثير ..
أنتِ العبير ..
كوني جنوناً يقطفُ اللحظات دهشة ..
ويُقيم ميل مشاعري إذ أنها كسرى وهشة ..
هيا لنفرح بالخروجِ إلى الحياة ..
للأرضِ نرقصُ بهجةً ..
أن زال عنّا راحلاً هذا الوباء ..
نستنشقُ الأمل الكبير ..
حباً وشكراً للقدير ..
هيا أيا عطر العبير ..
مُدي جناحكِ كي نطير ..
"