كانت البلسم الذي يرطب الجفاف ، والوتر الذي يرتق الثلم ، الحضور الذي يشبه النسيم .. كانت ترى الدنيا صغيرة جدا ، أصغر من أوجاعنا وآلامنا وفقدنا وغيابنا .. تفتح قلبها على مصراعيه وتعتبر الجميع أطفالها الذين لم تنجبهم ، تفتقد غائبهم وتهش لحاضرهم وبين الريشة وأناقة الريشة وعلم الأحياء تتنقل كفراشة ترسم هنا وهناك فتجد نفسك مختفيا في عالمها النقي آمال الجهني الدمعة التي لم تجف حيث فقدت أمها منذ سنوات فأصبحت السعادة مجرد مظهر يجب أن يكتمل لتمر الأيام ، ثم فقدت أباها وأخاها تباعا وبكت كما لم يبك أحد ، ترقد معظم أيامها في المستشفى وتستقبل الألم بروح صلبة ، اتصلت بها يوما ما ، ردت بعصبية وقالت أنا في المستشفى .. ولعلي تحسست قليلا من طريقة ردها ووجدتها تتصل بي الساعة الخامسة مساء بصوت متعب وتقول: الآن انتهيت من غسيل الكلى منذ كلمتيني في الصباح ؛ فأسلمت نفسي للبكاء ما أن يسكن الألم لساعات أو أيام حتى تأتي تنشر الحب والمواساة والمرح ، تداري وتداوي وتحفز .. آمال : يازهرة ديفليا چراي ، كلما زادتك الأيام وجعا ازددت شفافية كيف لي أن أواسي حزني فيك ، وأحلامنا المبتورة ، ووعد اللقاء المؤجل رغم عنا ؟
كيف لي أن أنسى مواقفك التي تقطر حنانا وتقفز فوق الحواجز وتغلق نًوافذ الغضب وترسم ابتسامة تدغدغ خجلنا أشتاق إلى مكالمتك والحديث معك فكما تسعدين بتواصلي أسعد بتواصلك … لترقدي بسلام وبين يديك غيمتان ودعواتنا الصادقة لك بجنات عرضها السماوات والأرض .