مرحباً بأصدقاء الأدب والكُتب, هنا ملتقى الأدباء ومجلة الكُتاب العظماء, هنا حيث ننثر من ربيع الكلمات مطراً .. أهلاً بكم
إلى والدي عبدالمحسن بن عبدالله الشويعر، الذي أذاقني فَقْدَ أبي مرة أخرى!
20 رمضان 1444ه
هيأتُ صبري وحزني للوداع سدىً .. فأنت أكبر من حزني ومن صبري
أبقيتَ أصداء بِشْر ما تزال على .. شحوبنا مثل ذرات من القطرِ
هل كنتُ بعضكَ؟ ما لي حين تنبض يا .. قلب الشهامة يبدو النبض في صدري؟
أسماؤنا بحروف نحن نعرفها .. فكيف أُفرِدتَ باسمٍ صِيغ من عطرِ!
سموت في كل شيء، هل خُلقت من الـ .. ـتراب، أم قبضةٍ من كوكب دُرّي؟
أنت السكينة.. هذا الشهر في قلقٍ .. ألا تطل عليه ليلة القدرِ
أسرعت عنا! هي الفردوس قد هتفت: .. أقبِلْ عليّ.. فتمضي نحوها تجري
ما متَّ بل مات شعري مذ رحلتَ..فهل .. أرثي بك الشعرَ، أم أرثيك بالشعر؟
أقسى سؤال.. تلاه القبر مرتبكاً: .. من تدفنون؟ البرايا، أم أبو بدرِ؟
القهوةُ السمـراءُ يا ترياقي
مدَّ الكفوفَ و هاتهـا يا ساقي
فاليومُ حاتمُ للقصيدةِ صهوةٌ
و صهيلُ حـرفٍ حالمٍ توَّاق ِ
شيَّدتُ من عطرِ التجلِّي خيمةً
و غزلتُ من روحِ المكانِ رواقي
نوَّخت راحلةَ الزمـانِ مُعلِّلًا
شعري بحاتمِ والحروفُ رفاقي
ثم اتكأتُ على نمـارقِ ذكرهِ
تهفو لنـارِ ضيوفهِ أحـداقي
سلمتُ فكري للمدادِ لعلني
أُرضي الشموخَ و فتنةَ الأوراق ِ
من حائلِ التاريخِ جئتُ مُعانِقًا
إلياذةَ الوجدانِ في أعماقي
صدرٌ شماليٌّ يناغمُه السنا
و يزفُّ فجرَ المجدِ للإشراق ِ
أستأذنُ التاريخَ سـردَ روايةٍ
عن نبلِ كفِّ الجودِ و الإغداقِ
أنداءُ حاتمِ للقصيدِ حكايةٌ
أُخـرى تُعتِّقُ لهفةَ المشتاقِ
طائيةُ اللحنِ المُنغَّمِ بالهـوى
قيثـارةٌ ، أوتارُهـا أشـواقـي
يهفو إلى رو حِ المكارمِ لحنُها
يحنو على إطراقـةِ العشـاق ِ
لحنُ الخلودِ وحاتمٌ فرسـا رهانٍ
خلَّدا صرحًـا على الآفـاق ِ
أطلالُ ” شُوطِ ” المستهـامِ بحيَّةٍ
ورُبـا توارنَ بالشغافِ تلاق ِ
سلمى تفاخرُ في محاسنِهِ الدُّنـا
وأجا على عهدِ الأوائلِ باق ِ
مـاويُّ قولي للزمـانِ بأنهُ
لا تعتريهِ مخـاوفُ الإملاقِ
مـاويُّ لا يغني الثراءُ عـن الفتى
كم قالها حرصًا على الإنفاق ِ
ماويُّ ” إمَّا مـانعٌ فمبَيَّنٌ ”
إمَّا عطاءٌ عابقُ الأخلاق ِ
مـاويُّ هل جادَ الزمانُ بمثلهِ
للبذلِ ، للإيثـارِ ، للإعتاق ِ
ِفيهِ المكارمُ غرَّدتْ و تفرَّدتْ
ثم ارتوت من نهرهِ الدفاقِ
وأديمُ هذي الأرضِ من إطرائهِ
أنفاسُ غيثٍ هاطلٍ رقراق ِ
يختالُ مـا بين المروءةِ و الوفـا
كـ شموخِ نخلٍ طيِّبِ الأعذاق ِ
كم أطربَ الوجدانَ وصفي حاتمًا
و الحرفُ بين تهافتٍ و سباق ِ
ثمَّ انحنت كلُّ القصائدِ في فمي
وارتدَّ طرفُ الشعرِ دونَ لحاق ِ
—
بأرضِ الشَّام قد صدحَ الرشيدُ
و نارُ الشَّعرِ ما هدأت تزيدُ
–
تَهُز مَشاعِر الأحْزانِ قَلبِي
وترْهقني المواجعُ والْقيودُ
–
فقلْبي بات تَسكنُه المآسي
ودمْع العيْنِ مِن ألم يَجُودُ
–
وأنَّ الحرْب قد أَدمَت فُؤَادِي
بِلَيل اَلصَّب لَم تُزْهِر وُرُودُ
–
ترى مَاذَا أَقُول وَحوْل رُوحي
طُيُور الشَّام تَشهَق يَا شهيدُ
–
تَمُر النَّائبات عَلَيّ تَترَى
وَشعبِي شَاقَّه العيْش اَلرغِيدُ
–
أنَا الشَّام التِي نَزفَت جراحًا
وَفِي الأغْماد قد صدأ اَلحدِيدُ
–
أنَا الأرْض اَلتِي صَرخَت عذابًا
كمَا فِي اَلْماء يَختَنِق الورِيدُ
–
لَيالِي الحُزن تُمْطرني ضياعًا
ويهْرب مِن فَمِي حَتَّى القصِيدُ
–
تَركَت دَفاتِر الأفْراح تُطوَى
فلَا ثَلْج يَنُوب ولَا جليدُ
–
حُرُوف الشِّعْر فِي جَزْر ومدِّ
مَتَى يَا شام ذاكرَتي تَعُودُ
مفارقاتِ «دنيا الحياة»
بين الشاعر الرائد/محمد النعمي ؛ومحمد الأمير
_________________
قصيدة الشاعر الرائد محمد النعمي :
والذي يبتلي الحياة يلاقي
رهقا من تناقض العيش مُرّا
بين مثرٍ بالحب يلقى جحودا
ومداجٍ يلقى سروراً وبِشرا
وحصيفٍ يعيش في الظل غمطاً
ودعي ٍّ يختال ُ زهواً وكِبرا
وبريقُ الحياة يُغري ولكن
ما يغرُّ اللبيب زيفاً ومكرا
وهي دنيا كم طوحتْ بمجدٍ
وتبنتْ سقطاً من الناس غِرّا
والذي راضَ نفسَه للمعالي
ما يبالي منها جحودا وفقرا
🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷
————-
قصيدة: محمد الأمير
يا أبامازنٍ خطابُك أسرى
في شِعابِ الحياةِ يَمنى ويُسرى!
كلُّ سطرٍ من السطورِ مبينٌ
بشجونٍ تدكُّ من كان صخْرا!
استفقنا على زمانٍ تردَّى
عوسجاً عادَ ما حسبناه تِبرا !
أمراءُ الكلام في كلِّ عصرٍ
لم ينالوا من البراغيثِ قدْرا!
يمنحون الحياةَ حبَّاً سخيَّاً
بيدَ أنَّ الحياةَ تمنح صِفْرا!
الأغاني أنهارُها دافقاتٌ
طالما أرسلوا الأغاريدَ سكرى!
هم يُشيدون للمعالي بروجاً
شاهقاتٍ يكسوهمُ الله صبرا!
فيلاقون في البرايا انتكاساً
وجحوداً وشنشناتٍ ومكْرا!
أرأيتَ (البُغاثَ) ياصاحِ يوماً
ارتقى للسماء أوصارَ نَسْرا؟!
فالمعالي تأبى محاباةَ رهطٍ
جعلوا أرخصَ المطامعِ جسْرا!
كالخفافيشِ في خباءِ الدَّياجي
ولقد يوفضون في الإفكِ فجرا!
سوفَ يبقى للنَّاس ماكانَ صِدْقاً
وستفنى كلُّ الأكاذيبِ قَسْرا!
ولكَ المجدُ رائداً وهمُاماً
ولكَ الحبُّ كلَّما صغتَ شعرا!
🌷🌷🌷🌷🌷