القهوةُ السمـراءُ يا ترياقي
مدَّ الكفوفَ و هاتهـا يا ساقي
فاليومُ حاتمُ للقصيدةِ صهوةٌ
و صهيلُ حـرفٍ حالمٍ توَّاق ِ
شيَّدتُ من عطرِ التجلِّي خيمةً
و غزلتُ من روحِ المكانِ رواقي
نوَّخت راحلةَ الزمـانِ مُعلِّلًا
شعري بحاتمِ والحروفُ رفاقي
ثم اتكأتُ على نمـارقِ ذكرهِ
تهفو لنـارِ ضيوفهِ أحـداقي
سلمتُ فكري للمدادِ لعلني
أُرضي الشموخَ و فتنةَ الأوراق ِ
من حائلِ التاريخِ جئتُ مُعانِقًا
إلياذةَ الوجدانِ في أعماقي
صدرٌ شماليٌّ يناغمُه السنا
و يزفُّ فجرَ المجدِ للإشراق ِ
أستأذنُ التاريخَ سـردَ روايةٍ
عن نبلِ كفِّ الجودِ و الإغداقِ
أنداءُ حاتمِ للقصيدِ حكايةٌ
أُخـرى تُعتِّقُ لهفةَ المشتاقِ
طائيةُ اللحنِ المُنغَّمِ بالهـوى
قيثـارةٌ ، أوتارُهـا أشـواقـي
يهفو إلى رو حِ المكارمِ لحنُها
يحنو على إطراقـةِ العشـاق ِ
لحنُ الخلودِ وحاتمٌ فرسـا رهانٍ
خلَّدا صرحًـا على الآفـاق ِ
أطلالُ " شُوطِ " المستهـامِ بحيَّةٍ
ورُبـا توارنَ بالشغافِ تلاق ِ
سلمى تفاخرُ في محاسنِهِ الدُّنـا
وأجا على عهدِ الأوائلِ باق ِ
مـاويُّ قولي للزمـانِ بأنهُ
لا تعتريهِ مخـاوفُ الإملاقِ
مـاويُّ لا يغني الثراءُ عـن الفتى
كم قالها حرصًا على الإنفاق ِ
ماويُّ " إمَّا مـانعٌ فمبَيَّنٌ "
إمَّا عطاءٌ عابقُ الأخلاق ِ
مـاويُّ هل جادَ الزمانُ بمثلهِ
للبذلِ ، للإيثـارِ ، للإعتاق ِ
ِفيهِ المكارمُ غرَّدتْ و تفرَّدتْ
ثم ارتوت من نهرهِ الدفاقِ
وأديمُ هذي الأرضِ من إطرائهِ
أنفاسُ غيثٍ هاطلٍ رقراق ِ
يختالُ مـا بين المروءةِ و الوفـا
كـ شموخِ نخلٍ طيِّبِ الأعذاق ِ
كم أطربَ الوجدانَ وصفي حاتمًا
و الحرفُ بين تهافتٍ و سباق ِ
ثمَّ انحنت كلُّ القصائدِ في فمي
وارتدَّ طرفُ الشعرِ دونَ لحاق ِ