مرحباً بأصدقاء الأدب والكُتب, هنا ملتقى الأدباء ومجلة الكُتاب العظماء, هنا حيث ننثر من ربيع الكلمات مطراً .. أهلاً بكم
عجبًا لهذا النورِ
يبدو مترعًا
رُغمً المساءاتِ
الجميلةِ والسمرْ
وينامُ في حضنِ
السَّحابِ
كأنهُ طفلٌ
تطيبُ له أهازيجُ
المطرْ
لا ترحلي عني
فإني مُوْلَعٌ
تنتابني حينًا
ترانيمُ الصِّغرْ
هاتي أغانيكِ
التي أشتاقُها
وتوسدي صدري
يطيبُ لك المقرْ
ما كلُّ غانيةٍ
تبعثرُ أحرفي
إلا التي في خاطري
قالوا قمرْ
والقلبُ يعشقُها
وفي قسماتِهِا
خالْ
على الخدِّ اليمينِ
قدِ استقرْ
والرِّمشُ
يا للرِّمشِ
من ألقِ الهوى
جذبَ الفؤادَ
وكمْ يطيبُ له السهرْ
والعينُ
مرفأُ راحتي وحكايتي
أهزوجتي روحي
وقلبي والمفرّ
وإذا مشتْ
زانتّ لها كلُّ الخُطا
بدرٌ على نصفينِ
راقَ به الوَتَرْ
وإذا انثنتْ
نحو الوساده يالَه
من خاطرٍ يسلو
وقلبٍ ينفطرْ
فهي الجمالُ
إذا مشتْ وتبخترتْ
وهي الدَّلالُ
إذا تجمَّعَ وانتثرْ
إنِّي انكفأتُ إلى ســـلمى ولي عذري.
ما أطيبَ العذرَ إذْ أخطاؤهُ تغري.
ملأتُ كاســاتِهِ منْ فضلِ خافقِهِ،
ليـشـربَ الفضلَ منْ أصلابِنا خمري.
ويعـشـقُ الـشُّـربَ مجنونٌ بفاقتِهِ،
فالـسُّـكرُ في الشِّـعرِ مخيالٌ إذا تدري.
يا أمَّ أحلامِهِ كيفَ المـسـاءُ غدا
إشــراقةً وصَلَ الدَّيجورَ بالفجرِ.
ومـدَّ أشــجانَهُ جـسـراً لماشــيةٍ،
همُ الحفاةُ العراةُ الـسُّـمرُ بالـشُّـقرِ.
وظنَّ أشــعارَهُ ســحراً يُحاصرُهمْ،
فتاهَ بينَ امتلاكِ الـشِّـعرِ بالـسِّـحرِ.
إنِّي امتلأتُ فـناءً رزقَ كاملةٍ،
يبني وجودي شـتاتُ النَّفـسِ والعمرِ.
يصحو فراغي، يناجي العقلَ مغترباً،
ذاكَ الجنونُ أفاضَ الكوبَ منْ قهري.
وأنتِ أندلــسُ التَّاريخِ في كتبي،
أنا حصانٌ صهيلي النَّارُ في صدري.
تركتُ جرحي يضمُّ الأرضَ يجرعُها
دمـشـقُ مرَّتْ على أوراقِهِ الحمرِ.
ســطراً يمجُّدُ حزناً آخراً هزلاً،
كمْ ضاعَ في ورقي حبري مع السَّطرِ.
أشـتمُّ منْ ياسـمينَ الـشَّـامِ ذاكرتي،
حتى انقضى وجعي يغتالُهُ حبري.
أدمنتُ فيكِ ولوجُ الذَّاتِ منكـســراً،
أحاولُ العزَّةَ الغرَّاءَ منْ قبري.
ما هذهِ اللحظةُ الحمقاءُ تجبرُني،
أنْ أوقظَ الألمَ المدفونَ في فكري.
إنِّي انصرفتُ إلى النِّـسـيانِ أعبدُهُ،
ما لي أعاودُ نـسـياني منَ الذِّكرِ.
ما لـي أصوِّرُ ذاكَ البيتَ مبتهجاً،
هوَ الرُّكامُ هوَ الأغلالُ أو كـســري.
إنِّي انكفأتُ إلى ســلمي تعذِّبُني،
وجدتُ نفـسـي أبيعُ الحبَّ للكفرِ.
لعنتُ أرضي و ميلادي و أوردتي،
قصدتُ غـيبَ الرَّجا في زعقةِ الهصرِ.
الـشَّــوقُ أعرفُهُ جدّاً و يعرفُني،
والحزنُ يـســكنُني سُـكنى كما الفقرِ.
أحاصرُ الحزنَ في المعنى أضاجعُهُ،
فينجبُ النَّبضَ في شــريانِهُ يجري.
خلفَ المتاهةِ أعدو دونَ أزمنةٍ،
و يهربُ الحلمُ منِّي حيثما أسري.
بقيتُ وحـدي أمدُّ الرِّيحَ مركبةً،
أجدِّفُ التِّيهَ أصفي الرَّدَّ في عذري.
سـجائري وحدَها صحبي وحاضنتي،
وذلكَ الـشِّـــعرُ يُغني غايةَ الأمرِ.
أَفِقْ فَصُبْحُ الهوى ما عادَ مُبْتَسِمَا
وَلا شُعَاعُ الضُّحى في ناظريكَ نَمَا
هَبَّتْ عليه خُيوطُ الهمِّ فانْطَمَسَتْ
شِفَاهُهُ واحتوتْ بينَ الطُّلولِ لَمَى
تَفَاقمَتْ حولَهُ الأنحاءُ فارتسمَتْ
أَفْياؤهُ الخُضْرُ أكْنانًا لِكُلِّ حِمَى
فَلَمْ تَعُدْ رُوحُهُ تَأويهِ مُنْفَرِدًا
بَلْ صَارَ نَبْضًا مُضِخُّا بالوريدِ دَمَا
دَلَّى سُطُورَ الرُّبَا فَجَرَ اخْتِلاسَتِهَا
لآلِئًا أَنْطَقَتْ عِنْدَ الشروقِ فَمَا
بَثَّتْ حنينَ الرؤى مِنْ كَهْفِ وِحْدَتِهِ
غِذاءَ روحٍ تَوالتْ بالعروقِ كَمَا
فانداحَ بينَ الروابي الصفْرِ مُتَّخِذًا
خَطْوَ النبوءاتِ في أرضٍ وظِلِّ سَمَا
تجلجلتْ مِنٌ ثَراهُ البيدُ وارتعشتْ
مَطارِفُ الفيء لَمَّا حَرَّكَ القَدَمَا
تَقَوقَعَتْ حَفْنَةُ السارينَ واندَمَجتْ
بِنَقْعِهِ المُرْتَمِي فوقَ الثَّرَى قِمَمَا
لمْ يلْتَفِتْ للورا إلا لِمَنْ سَلَبَتْ
دَقاتِهِ… فاكتسى غَزْلَ الحبيب عَمَى
تَساؤلاتُ الأنا حَلَّتْ بِقَبْضَتِهِ
كَأنَّ لُكْنَتَهُ حارتْ بِكيفَ وَمَا؟
أأنتِ مَنْ أَتْقَنَتْ إلباسَ كوكبِهَا
ثَوبَ المجراتِ حتى يَبْلُغَ الحُلُمَا؟
أمْ أنتِ مَنْ أجَّجَتْ بُرْكانَ صَرْخَتِهِ
لِتَجْعَلِيهِ رُفَاتًا يَعْشَقُ الأَلَمَا؟
ما اسطاعَ فَكَّ خُطوطِ المَكْرِ خَاتَلَهُ
صِدْقُ الشعورِ فَأضحى للورى عَلَمَا
ِ
لِمَ التَّجَني -على نَبْضِ الفِدَاءِ- فَلَنْ
تَــئــنَّ أنَّــاتُــهُ إلا بِـمَـا كَـتَــمَـا؟
كَمْ قَدْ نَقَشْتِ على أعْقابِ راحتِهِ
وَشْمًا لِتَشْكوَ عَيناهُ الذي وَشَمَا
فأقْبَلَتْ روحُهُ تنسابُ في يدها
مِنْ دونِ وعيٍ غدا في لَحْظِهَا صَنَمَا
أينَ الوعودُ التي فَزَّتْ بِلَحْظَتِهَا
وَأَدْتِهَا وارتوى بالصَّدِ مَنَ ظُلِمَا؟
لَكنَّني رُغْمَ سَطوِ الظلمِ مُنْجَرِفٌ
إليكِ فَلْتَنْزِعِي مِنْ قَلبيَ السَّقَمَا
لُفِّي مَدارَ الدُّنَى مثلي فَلَنْ تَجدي
حُبًّا كَحُبي..وذُوقي بَعْديَ النَّدَما
** إلى آخرِ ما تبقَّى من أطفالِ غزّة…
على عَتباتِها الثَّكلى يَرِفُّ
فلا أهلٌ ، ولا دارٌ تَحُفُّ
تَضيقُ به الرِّحابُ، فحيثُ يمضي
يطاردُه الهلاكُ المُستَخِفُّ
أليس لهذهِ الدنيا فؤادٌ يَحنُّ؟
أما لهذا الظلمِ وَقْفُ؟
وليسَ سوى الصُّراخِ يقولُ :
غادرْ مَكانَكَ؛ فالمنايا لا تَجِفُّ
تَهجَّرْ ، ربّما تنجو احتمالًا
لقدْ فارَ اللّظى، واشتَدَّ حَتْفُ
تَكالبت السِّباعُ ، ولا عُهودٌ
تذودُ حِماكَ ، إنْ يخذلْكَ إِلْفُ !
يعوذُ لكَ العدوُّ بألفِ حِلفٍ
ورهطُكَ ما لهم في الحقِّ حِلْفُ !
فتَضحكُ وِسْعَ غزّةَ فيكَ صبرًا
لعلمِكَ أنَّ ما هَرفوهُ سُخْفُ
وقَبْلُ خَبِرتَهم فيما تُرجِّي
نواياهمْ ، فلا يُثنيكَ عَسْفُ
تَجذَّرْ ، لا تَهجَّرْ، ثَمَّ فجرٌ
يلوِّحُ : دونَ برْدِ الغيثِ عَصْفُ
ولا تركنْ، “فمعتصماهُ” سَردٌ
تُردِّدُه مآثرُنا ، وعَزْفُ !
فآخِرُ ما يُصعِّدُهُ دِفاعٌ لأجلكَ
ضجَّةٌ تصحو ، وتغفو !
ويا شِبلَ الشآمِ ، وأنتَ أحرى
بعِزِّ السّيفِ ، حين يغيرُ سيْفُ
فمِن أكْنافِها الأبطالُ تنمو
تروِّيهمْ جراحٌ لا تكِفُّ
وأنتَ الأرضُ زيتونًا مُضيئًا
وحسبُك أنَّكَ الشَّرفُ الأعَفُّ
فلا أغْفى لدى الجبناءِ جَفنٌ
ولا أهْنا لهم ما عِشتَ طَرفُ