مرحباً بأصدقاء الأدب والكُتب, هنا ملتقى الأدباء ومجلة الكُتاب العظماء, هنا حيث ننثر من ربيع الكلمات مطراً .. أهلاً بكم
لابد من دهشة أخرى تلامسها
فللخيال خيول أنت فارسها
تلك الحروف التي تهتز يانعة
لولا المواجعُ ما ازدانت مغارسها
يا وردة من دم المفتون قد قطفت
الروح موردها والنبض حارسها
هذي البحور التي تاهت بها سفني
فأرشدتني الى المعنى نوارسها
جسر من النور فوق الغيم يحملني
لأنجمٍ حاصرت روحي وساوسها
وأربع لم تدع للنفس من سبب
حتى تجلى مع الإلهام خامسها
خلعت للريح ذاتي وامتطيت دمي
لأمنياتي فقد يخضر يابسها
أفر منها إليها حاملا ألمي
أهدي الحياة حياة لا تنافسها
الشعر يا سادتي عيني التي فُتحت
على الضياء وما نامت هواجسها
أبري الحروف سهاما والجريح أنا
وللظباء تعاويذ أهامسها
صوتي الحقول طيور الفجر في شفتي
مهما تلظت وخانتني فرائسها
أنا المجاز الذي ما انفك مشتعلا
أنا الحقيقة صاليها وقابسها
جازان بنت الشذا عنوان شاعرة
بديعة الوصف لا فضت مجالسها
حدثتها عن بياض الفل في لغتي
وعن شموسٍ تناغيني عرائسها
عن البلاغة اذ سالت بها قمم
الى وهادٍ خصيبات تجانسها
يا سيدي والهوى يمتد في رئتي
حد القصائد مفتونا يؤانسها
على فم البلبل المشدوه خاطرتي
تضاحكت فرحة إذ خان عابسها
مُرِّي عَلَى قَدَرِ الهَوَى مُنسَابَةْ
شِعرَاً لِقَلبِهِ، وَاطرُقِي أَبوَابَهْ
هَذَا العُبُورُ لِمَرَّةٍ لَا يَنبَغِي
لِلوَجدِ لَمَّا يَشتَهِي أَحبَابَهْ
“أَهلَاً وَسَهلَاً” قَالَهَا مُتَمَوسِقَاً
هَل تَسمَعِينَ مَعَ الصَّدَى تِرحَابَهْ؟
مُرِّي عَلَى مَهَلٍ بِكُلِّ عَوَاطِفٍ
قَد تُصبِحِينَ بِدُونِهَا مُرتَابَةْ
إِنْ كُنتِ تُبدِينَ التَّرَدُدَ لَحظَةً
قَد تَسلُبِينَ بِدَايَةً إِعجَابَهْ
بَاتَ احتِمَالٌ وَاحِدٌ مُتَصَاعِدٌ
الخَوفُ وَهمٌ منشب أَنيَابَهْ
إِنَّ المَجَالَ مُهَيَّأٌ لِتَقَارُبٍ
مُذ أَن محا مِن قَلبِهِ إِرهَابَهْ
تَدرِينَ أَن العِشقَ سُكرُ مَشَاعِرٍ
لَمْ تَملَئِي يَومَاً لَهُ أَكوَابَهْ
حَاشَاكِ مَا جَالَتْ بِخُلدِ مُتَيَّمٍ
مِن فِكرَةٍ تِصِفُ الرَّشَا كَذَّابَةْ
أَنتِ الحَقِيقَةُ أُكمِلَتْ بِيَقِينِهِ
مَادَامَ حُبُّكِ مُترَعَاً فَأَذَابَهْ
فَلتَعبُرِي بِسَعَادَةٍ فِي فَيضِهَا
سِحرٌ لِيَملَأَ بِالرِّضَا أَعتَابَهْ
سَيَعُودُ مِن تِرحَالِهِ مُتَفَائِلَاً
كَي يَستَعِيدَ مِنَ الزَّمَانِ شَبَابَهْ
سَيَعُودُ مِن أَقصَى ذبوله يَانِعَاً،
فَرِحَاً يُفَاخِرُ بِالهَوَى أَترَابَهْ
كُونِي عَلَى عَينَيهِ لَهوَ فَرَاشَةٍ
حَتمَاً سَيَسدُلُ فَوقَهَا أَهدَابَهْ
كَحَمَامَةٍ غَنِّي بِلَحنٍ هَادِرٍ
لَمَّا أَضَاعَ مَعَ الشَّقَا أَسرَابَهْ
مَا لَحنُكِ الأَخَّاذُ غَيرَ رِوَايَةٍ
سَرَدَتْ تَفَاصِيلَ الجَمَالِ رَبَابَةْ
مُرِّي عَلَى بُستَانِهِ كَسَحَابَةٍ
مِن بَعدِ جَدبٍ أَنبِتِي أَعشَابَهْ
حَتمَاً سَتُثمِرُ حِينَهَا أَشجَارُهُ
تَجنِينَ مِن كَرْمِ الهَوَى أَعنَابَهْ
يَحتَاجُ أَن يَرتَاحَ بَعدَ عَنَائِهِ
قَد دَسَّ فِي صَحرَائِهِ أَسبَابَهْ
مُتَوَحِّدَاً فِي ذَاتِهِ لَمْ يَكتَرِثْ
إِن كَادَ يُفقِدُهُ العَنَاءُ صَوَابَهْ
حَتَّى تري عَلَى شفاهه بَسمَةً
خَضرَاءَ تُطفِي فِي اللِّقَاءِ عَذَابَهْ
فَإِذَا بَدَا لَكِ مِن حَدِيثِهِ لَوعَةٌ /
شَكوَى، تَجَاوَزِي بِالسُّكُوتِ عِتَابَهْ
وَتَأَلَّقِي بِالحُبِّ نَجمَةَ عِشقِهِ
أَو شَمسَ كَونِهِ حُلوَةً خَلَّابَةْ
أَنتِ القَصِيدَةُ وَالبَلَاغَةُ ذَاتُهَا
إِن كَانَ يَنوِي بِالمَجَازِ كِتَابَةْ
أَنتِ البَلَاغَةُ فِي رَوَائِعِ صُورَةٍ
شِعرِيَّةٍ فَأَزَحتِ عَنهُ ضَبَابَهْ
مُرِّي عَلَى قَدَرِ الهَوَى فِي لَهفَةٍ
وَتَمَايَلِي بِأُنُوثَةٍ جَذَّابَةْ
لَا تَخجَلِي مِن أَيِّ فِعلٍ عَابِرٍ
إِذ لَيسَ فِيمَا تَفعَلِينَ غَرَابَةْ
مَا قُبلَةٌ فِي الحُبِّ حِينَ عِنَاقِهِ
اِلَّا نَدَى فِيهٍ يَصُبُّ رِضَابَهْ
هَذِي حَدَائِقُ قَلبِهِ مَفتُوحَةٌ
فَاحَتْ خَمَائِلُ نَبضِهِ أَطيَابَهْ
يَعنِيهِ أَن يَعلُو شِفَاهَكِ إِسمُهُ
ثَمَّ ارفُضِي عَلَنَاً هُنَا أَلقَابَهْ
لَا تَسأَلِيهِ عَن مَدَى إِيمَانِهِ
بِالحُبِّ، يَومَاً تَعرِفِينَ جَوَابَهْ
الوَقتُ يَكتُبُهُ لِنَصِّ حَقِيقَةٍ
كُبرَى وَيَومَاً تَقرَئِينَ كِتَابَهْ
يَزدَانُ بِالحُبِّ الَّذِي بِفُؤَادِهِ
مُرِّي عَلَى قَدَرِ الهَوَى مُنسَابَة
صبي لي الشقراء
في فنجاني
يا ضبيةً
خُلقتْ لأجلِ بياني
يا بسمةً
ضاءت بليل لقائنا
فتملَّكت روحي
وعُمق كياني
لا تحملي الإبريق
فوق كؤوسنا
يكفي رُضابكِ
أن يحيط لساني
وسأترك الأشياء
أنتِ قضيتي
فتبسمي
حتى يخطّ بناني
ما كان آدمُ
في الجنانِ مؤنَّسًا
حتى أتت حوا
بكلِّ حنانِ
العشقُ مئذنةُ الوجود
بلالها في صوته
يقضي على الشيطانِ
والعشقُ مملكة الخلودِ
وقيسها ملكٌ ..
ويحكمها بِلا فُرسانِ
وأنا القصيدة
حين لاحت بسمةٌ
من ثغرها
ترنو إلى الأحضانِ
ولقد عشقتكِ
دون أي إرادةٍ مني
فصرتِ إخافتي وأماني
كالقاربِ المملوءِ خوفًا
عندما نابت شواطئهُ
عن الطوفانِ
وأتيتُ أمتشقُ القصيدةَ
كي أرى
ضوء الحياةِ
بثغركِ الخجلانِ
وأطوف في صحْن المحبةِ
ريثما يأتي الوصالُ
مكفِّرًا أشجاني-
ما كان ماؤك في القصيدة كوثرا
أو كان صمتي في الفجيعة منكرا
–
وأرى الحروف تغيرت ألوانها
والشعر نبض الغيم لن يتعثرا
–
وبمقلتيك قرأتُ أسرار الأسى
بعد البكاء المر ـ طيفا أحمرا
–
وجع القصيدة كالبنادق صوتها
مذ أشعل الطوفان روحي والثرى
–
قررت أن أروي الحقيقة كلها
ليروا بأن الحب أصبح منذرا
–
يعقوب غاب هنيهةً لا تبتئس
ستكون بعد قميص يوسف مبصرا
–
فاللهُ ربّي قد حباك من الرضا
ما أقلق القصرين سهدا والكرى
–
لا سر يا موسى ، هواي أضاعني
والقلب قلب الأبجدية أدبرا
–
حاولت شرح الأمر حتى يهتدوا
وأبت طيور الوهم أن تتغيرا
–
لا ظل يحميني ولا غاب الضحى
وأنا الخريف وكنت فيه الممطرا
الهدهد الطواف يخبرني بما
بين المدائن من حروب قد جرى
–
لكن هذا الصمت أرسم حزنه
بالريشة السوداء بدرا نيّرا