مرحباً بأصدقاء الأدب والكُتب, هنا ملتقى الأدباء ومجلة الكُتاب العظماء, هنا حيث ننثر من ربيع الكلمات مطراً .. أهلاً بكم
تتجدد ذكرى الـ ” ٢٢ ” من فبراير ذكرى الوطن المجيد العظيم الممتد من ثلاثة قرون بداية من عصر الإمام محمد بن سعود – رحمه الله – وهو يضع اللبنة الأولى للدولة السعودية وعاصمتها ” الدرعية ” في العام ١١٣٩ هـ .
هذا الكيان الكبير الباذخ الشامخ في الأصالة والنُبل والشهامة والنخوة والكرم والشجاعة ليحتل مكانةً عظيمة في العالم ومركزاً للحضارة والثقافة والسياسة والسيادة ، ثم عاد المجدد الإمام تركي بن عبدالله – رحمه الله – ومعه الرجال الأوفياء ليعيدوا ملحمة التاريخ ويقيموا الدولة السعودية الثانية على أنقاض الدولة السعودية الأولى قبلها وهذا يعود للعام ١٢٤٠ هـ .
تعود الدولة السعودية الثانية للمشهد السياسي كدولة تقوم سياستها على الوحدة الوطنية دون تشتت وتفرق وتحزّب ليؤسس لمبدأ الوطن الواحد ، ثم يثبت هذا الوطن الكبير بعد قيام الدولة السعودية الأولى والثانية على يد القائد الموحّد الملك عبد العزيز – طيّب الله ثراه – في العام ١٣١٩ هـ لتكون الدولة السعودية الثالثة الموغلة في قدم التاريخ والحضارة ، وذلك بعدما جعل بلد مشتت الأقطار والمناطق إلى بلدٍ واحد يسوده الأمن والسلام والحب والاخاء وبعدما تحقق توحيد البلاد وساد الأمن والأمان رأينا كيف أن هذا الوطن يسير إلى فضاءات المجد وسنوات التطوّر ليكون هذا الوطن تحت مسمى ” المملكة العربية السعودية ” وعاصمته الرياض .
وطنٌ سعى به الملك عبد العزيز نحو رؤية جديدة بقيادة عظيمة قاده ملوك عِظام وأبناء ملك عظيم ، فبعد الوالد القائد الموحّد الملك عبد العزيز جاء عصر الملك سعود والذي قاد الوطن نحو آفاق التحدي وصناعة التاريخ والحضارة ليكمل الملك فيصل بعده المسيرة العظيمة نحو التقدّم ولا نهضة ليحل عهد الملك خالد والذي كان خالداً بعطاء الملك المحب لوطنه ولشعبه ، ثم عهد الملك فهد السياسي المحنّك الذي قاد وطنه بفكر حكيم وقيادة رشيدة ليزهر عهد الرخاء والسخاء في عهد الملك عبد الله ، ويشرق عهد الحزم والعزم والنهضة الكبرى في عهد الملك سلمان حفظه الله ورعاه ، ويسنده صاحب الرؤية العظمى ولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ورعاه .
فكرة أخيرة :
بلادي لها الإسلامُ دِينٌ ومذهبٌ
وليسَ لغيرِ اللَّهِ فيها مَعَابِدُ
على رملِها المزهوِّ تعلو مآذنٌ
وتعلو على رملِ الأَعادِي مَراقِدُ
حرفٌ وقافيةٌ و ليلٌ ساهدُ
و قصيدةٌ ظمأى وقلبٌ واجدُ
ظمآنةٌ لاذتْ بأوّلِ غيمةٍ
فتسابقتْ كلُّ الغيوم تناشدُ
فاخترتُ من بين الغيومِ خريدةً
أسميتها: “وطني العزيزُ الماجدُ”
وطني بهِ البيت الحرام وطيبةٌ
وعلى ثراهُ مشى البشيرُ العابدُ
صَلََى عَلَيهِ اللهُ مَا مُزنٌ هَمَى
مَا ارْتدّ طَرْفٌ مَا تعبّدَ ساجدُ
وطني زها الإسلام تحتَ لوائهِ
و إلى ثراهُ المسلمون توافدوا
وطني الذي وُلِدَ الصباحُ بكفّهِ
للشمس من عينيهِ نورٌ صاعدُ
وطني السيادة والريادة والنُّهى
سيفانِ مِن عزٍّ..ونخلٌ واعدُ
فجرٌ إذا ما الليل ساجل نورَهُ
هبّ الصباحُ لمقلتيهِ يساندُ
غنّتْ لهُ الأطيارُ حين بكورها
و الزهر يسمعُ والصباح يُشاهدُ
و الأرضُ لولا أنْ تميدَ جبالها-
-رقصتْ..فذا يهوي وذلك صاعدُ
لو كان للأيام يا وطني فمٌ
هتف الزمان بأنّ مجدَكَ خالدُ
وَ لَوَ اَنني نَظَّمتُ فيك فرائدَ الـ
ـجَوزاءِ زاحمتِ الثناءَ فرائدُ
كلُّ الفضائلِ فيكَ أنت تجمّعتْ
مهما تكلّم حاسدوكِ و عاندوا
لكَ في سماوات الفضائلِ مَقعدٌ
والحاسدون على الرَّغامِ قواعدُ
يا فرحة الأيام حين استقبلتْ
شمسًا تناضلُ والظلامَ تُجاهدُ
قد أشرقتْ عدلًا و أعلنَ صبحُها
عبدالعزيزِ هو المليكُ القائدُ
المُلكُ لله الذي فطرَ السما
ثم الإمامُ هو المليكُ الراشدُ
حكمَ البلادَ أقامَ دينًا خالصًا
و بنوهُ بعدُ على التمامِ تعاهدوا
سار السحابُ بسيرةٍ عطريّةٍ
فاضتْ مآثرها..وعيشٌ راغدُ
و اليوم يا وطني سماؤك عزةٌ
و الأرضُ نارٌ للعدا..و مراقدُ
هذا الثرى يحنو على أصحابهِ
و تهبّ للعادين منهُ مواقدُ
و سواعدٌ بالخير مدّ جسورَها
سلمانُ للدنيا..و شعبُكَ رائدُ
سلمانُ فيكَ الناسُ إمّا عادلٌ
فيقول إنك و المكارمَ واحدُ
أو جاهلٌ و الجهلُ أعمى قلبهُ
أوْ حاسدٌ يا سيدي أو جاحدُ
و بكَ الرشادُ زها و أسفرَ وجهُهُ
و عليكَ من و هج السّموُ قلائدُ
و محمدٌ يمناكَ فاق زمانَهُ
حيّتْهُ من دنيا الجلالِ محامدُ
الفخرَ حاز محمدٌ بَلَغَ العُلا
والمجدُ جاء لراحتيهِ يعاضدُ
يا سيدي خضعَ الزمان لعزكم
و لغيرهِ إنّ الزمانَ لزاهدُ
يا من سموتَ إلى العُلا فبلغتَهُ
والله لا يشناكَ إلا الحاسدُ
إلّاكَ يا وطني المكارمَ حازها
أوَ سَاهرٌ هو يستوي و الراقدُ
يا موطني منك المكارمُ كلها
يسقيكَ هتّانًا غمامٌِ جائدُ
يا موطني و هواك يسكن أضلعي
حيّتك من دنيا القريض أوابدُ
ماذا أقول ولا بلاغة قد تفي-
-وصفًا..وتعجز عن سناكَ خرائدُ
كل الفضائل فيك أنت تجمّعتْ
أنتَ المَعِينُ لها و أنتَ الوالدُ
شعبٌ حوى عزم الجبالِ صلابةً
وترى الجبال إلى علاهُ صواعِدُ
أوَ ما ترى حُسْنَ الزمانِ وبشرَهُ
قد أشرقت للمجد منكَ شواهدُ
و كفى افتخارًا أنّ ذكركَ سامقٌ
نحو السماءِ و مَن يشينكَ خَامِدُ
إني كتبتكَ للقلوب قصيدةً
نفد المداد وأنت بحرك صامدُ
يا واحدَ الدّنيا وأنتَ جميعُها:
يفنى الزمان..و أنتَ مجدكَ خالدُ
مُلبِّين ، نطوي إليكَ المَدى
نزفُّ الهوى مَشهدًا مَشهدا
نفاخِرُ باسمِكَ في الخالدينَ
نباركُ أعيادَك العُوَّدا
وأوطانُ كلِّ الدُّنا حولَنا
تُلبِّيك راجيةً مَوعِدا
فلا جرَمَ اليومَ أن تَنحني
طِواعًا أماني العِدا هُجَّدا
فكم فتَّلوا مكرَهم حانقينَ
وشَدُّوا عليكَ الأذى حُسَّدا
فما بَلغوا منكَ في كيدِهم
ولا ظفِروا في العُلا مَقعَدا
وكنتَ إذا عضَّهمْ عاصِفٌ
من الضَّيمِ يجتاحُهم مُزبِدا
نَضوتَ سِهامَك مُستنفِرًا
تَهبُّ لأحزانِهم مُنجِدا
تُروِّي شَآبيبُك المتعبينَ
تُحاولُ ألّا ترى مُجهَدا
كأنَّك حارسُ هذا الوُجودِ
تُعالجُ أحوالَهُ مُفردا
وما كان بِدعًا ولا صُدفةً
تربَّعتَ هامَ الدنا سَيِّدا
حبتْكَ المقاديرُ في مكةٍ
حياضَ أمانٍ يَفيضُ هُدى
تحجُّ إليهِ القلوبُ حنينًا
تُراوحُ أطيابَهُ سُجَّدا
وأَولاكَ ربُّك من لُطفهِ
رجالًا تصونُ الحِمى رُشَّدا
مَيامينُ ما خذَّلوا قاصِدًا
لخيرٍ ، ولا خيَّبوا المَحتِدا
إذا قيلَ ” آلُ سعودٍ” تعالتْ
بروقُ السيوفِ وهَلَّ النَّدى
فيا مَوطني والهوى مُلهمٌ
يَأزُّ المُحبَّ إذا أنشدا
أبثُّك أحلامَ من أمَّلوا
مَعينَك يرتقبون الغَدا
بنوكَ يَهيمُ بهمْ طامِحٌ
تلوِّحُ أضلاعُهم للفِدا
فشُدَّ رُؤاك بهم ساعِدا
وزُمَّ بهمَّتِهم مَورِدا
فكلٌّ على ثغرةٍ واعِدٌ
يُقومُ على صرحِه مُرفِدا
ليَربو الزمانُ بهم موطِنًا
يُطاولُ في مَجدِه مُسعِدا
فمن خَطَّ في الأفقِ أحلامَهُ
فلا غَروَ يومًا إذا شَيَّدا
وحَسْبُ الأمانيِّ ، من رامَها
على ثقةٍ يَبلغِ المَقصَدا
وها أنتَ يا موطني قصَّةٌ
تُزاحمُ أنوارُها الفَرقَدا
سنبقى على العهدِ رهنَ الفِداءِ
وتَبقى لأرواحِنا المُفتَدى
ماذا يعني فوز المملكة باستضافة معرض “إكسبو 2030” أكبر وأعرق وأقدم معرض على مستوى العالم؟
هذا المعرض الذي يُعتبر أحد أبرز الفعاليات العالمية ذات التأثيرات الثقافية والاقتصادية من خلال قدوم ملايين الزوّار من كافة أرجاء العالم على مدى ستة شهور، يكتسب أهمية استثنائية أولًا: كونه يتزامن مع بزوغ رؤية 2030 التي تضع المملكة على أعتاب مرحلة جديدة في تاريخها المجيد، وثانيًا: لأنه أكد على مكانة المملكة المرموقة في مجتمعها الدولي؛ فقد استحوذت السعودية على ثلثي أصوات منظمة المعارض متفوقة بذلك على الدولتين المتنافستين إيطاليا وكوريا الجنوبية، وثالثًا: لأنه إنجاز جيوسياسي جديد للمملكة يُعزز دورها المتنامي على الصعيدين الإقليمي والدولي باعتبارها لاعبًا أساسيًا ومهمًا في الساحة الدولية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ورابعًا: لأنه جاء متزامنًا مع الوقت الذي تشهد فيه السعودية تطورات وقفزات كبيرة في برامجها، ومبادراتها الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والعلوم والتقنية، والاستثمار والتجارة والمجالات الأخرى كافة؛ بالإضافة إلى استمرار تقدمها في منجزات «رؤيتها 2030»، وخامسًا: لأن المعرض من شأنه أن يُقدم استعراضًا لأحدث التطورات في العلوم والتكنولوجيا في بلادنا، وإبراز ثقافاتها وتراثها والتقدم الذي تحقق في القطاعات البيئية والاجتماعية والاقتصادية، وسادسًا: لأن المعرض من شأنه أن يُقدم للزوَّار صورة حضارية مُشرقة لمدينة الرياض التي أصبحت بفضل الله ثم بفضل ما بذله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عندما كان أميرًا لها عبر خمسين عامًا من تطوير وتحديث إلى واحدة من أسرع المدن نموًا في العالم؛ حيث قفز عدد سكانها من 150 ألف شخص في عام 1950 لتصل إلى 8 ملايين نسمة حاليًا؛ مما أحدث قفزة في اقتصاد المدينة ليصبح ترتيبها 46 بناتج محلي يصل إلى 200 مليار دولار، وسادسًا: لأن المعرض سيجعل من الرياض وجهة سياحية عالمية استثنائية، وسابعًا: لأن المعرض يُشكل دفعة قوية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ويمكن استشعار ما ينطوي عليه هذا الحدث من أهمية بالغة من خلال برقية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بقوله: “إن استضافة المملكة لإكسبو 2030 يأتي ترسيخًا لدورها الريادي والمحوري والثقة الدولية التي تحظى بها المملكة”، مؤكدًا على أن المملكة عازمة على تقديم “نسخة استثنائية وغير مسبوقة في تاريخ إقامة هذا المحفل العالمي بأعلى مراتب الابتكار”.
ولا بد لنا ونحن نتحدث عن هذا المنجز الجديد الذي تحققه قيادتنا الرشيدة أن نتمعن في رسالة ولي العهد الموجهة إلى المكتب الدولي للمعارض بأن “العالم يعيش اليوم حقبة تغيير ويواجه حاجة غير مسبوقة إلى تكاتف الإنسانية”، والتي كانت مصدر الإلهام لشعار المملكة لمعرض “إكسبو الدولي 2030” (حقبة التغيير: المضي بكوكبنا نحو استشراف المستقبل).
إكسبو الرياض 2030 الذي سيُقام في الفترة من 1 أكتوبر 2030 إلى 31 مارس 2031 سيكون حدثًا عالميًا بارزًا؛ حيث ستتوجه الأنظار إلى الرياض التي ستخصص 7.8 مليار دولار لدعم استضافتها للمعرض الذي من المتوقع أن يشهده 120 مليون زائر من شتى أنحاء العالم.
المملكة التي ظلت مبادراتها وجهودها تنصب على المساهمة في تحقيق ازدهار العالم تهدف من جعل معرض الرياض إكسبو 2030 أكثر معرض إكسبو استدامة وتأثيرًا على الإطلاق، يما يتماشى مع التزاماتها المناخية ويحقق حياد الكربون لتحقيق أثر إيجابي على البيئة في مدينة الرياض، وهو هدف ينعكس بشكل واضح في المخطط الرئيس للمعرض الذي يقدم تصورات ترتبط بالمعايير العالمية للاستدامة، مثل: تشجير المناطق الحضرية، واستخدام المياه المعالجة، وتوفير مصادر للطاقة الجديدة، إلى جانب مراعاة تصميم المخطط الرئيس للمعرض لتمكين إعادة استخدام الموقع بعد الانتهاء من فترة انعقاده؛ وذلك بهدف تطوير نموذج حضري مبتكر يضمن الاستدامة، ويعزّز من الابتكار والإبداع في المملكة.
يحقق هذا الإنجاز الجديد الذي يتوقع أن يشكل منصةً فريدةً تستعرض أبرز الابتكارات والتقنيات الحديثة وإسهاماتها في تذليل العقبات التي تواجه الكوكب في مختلف المجالات مقولة سمو ولي العهد: “السعودية أعظم قصة نجاح في القرن 21”.إننا بهذه المناسبة التي نفخر بها جميعًا ونرفع لها أسمى آيات التهنئة والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ولسمو ولي عهده المحبوب الأمير محمد بن سلمان، ونهنئ أنفسنا أيضًا على نعمة القيادة الرشيدة ونعمة الأمن والسلام والرخاء التي ننعم بها في ظل دولة -أعزها الله- بالإسلام وبراية التوحيد.