مـضى الـشهرُ ثُـلْثاهُ فجاشت مشاعري
وصيغت قوافي الحزنِ من قلبِ شاعرِ
أتـتـنـا قـبـيـل الأمـــس عــشـرٌ أوائـــلٌ
فـصـرنـا عــلـى أعـتـابِ عـشـرٍ أواخــرِ
عـجولًا رأيـتُ الـضيفَ، مـا كـان دهـره
ســـوى زائـــرٍ أمــسـى يــنـادي لـعـابـرِ
وأســـواقُ لـلـتـقوى أقـيـمت فـجـاءها
أولــو الأوبِ والإخـباتِ مـن كـل تـاجرِ
لـقـد كـانـتِ الأيــام فــي الـشهرِ مـثلمَا
عــروس تـحـلَّت فـيـهِ أحـلى الـجَواهرِ
وأمــسـت لـيـال الـشـهر عـونـاً لـبـائسٍ
دلــــيــــلًا لأوابٍ قـــيـــامًــا لـــعـــاثــرِ
وسـاعـاتُ شـهرِ الـصومِ أهـدت لأهـلها
مـــن الـغـافـرِ الـمـنَّانِ أسـمـى الـبـشائرِ
فـيـا سـعـد أهــل الـذكر والـبر والـتقى
وأهــلِ الـنُّـهى والـفِـكرِ أهــلِ الـبـصائرِ
وأكـبـادُ حـرَّى هـدَّها الـجوعُ والـصَّدى
ومـا الـفضلُ إلا فـي الـبطونِ الـضوامرِ
ويـا ويحَ من أمسى على الذنب عاكفًا
يــــزاولُ -إذ يـخـلـو- عـظـيـمَ الـكـبـائرِ
ويـا بـئس من يبقى -مدى الدهرِ- تائها
وبــيـن يــديـه الـــدربُ يُـهـدى لـسـائرِ
إلـيـك أخــي فــي الله مـنـي نـصـائحًا
كـتـبـت بـحـبـرٍ مــن دمــوعِ الـمَـحَاجرِ
لـئـن كــان شـهـر الـصـوم ولــى كـثيرُهُ
فـفـيـما تـبـقـى مِــنـهُ أغــلـى الـذخـائرِ
تـبـقَّى لـنـا مــن شـهـرنا الـيـومَ عـشرُهُ
وأنــعــم بــتــالٍ -فـــي ربـــاهُ- وذاكـــرِ
فـقـد كــان خـيرُ الـخلقِ -طُـرًّا- مـحمدٌ
إذا أقــبـلـت جــافـاهُ نـــومُ الـمـحـاجرِ
ويــوقـظُ أهـــلًا بـعـدمـا شَـــدَّ مــئـزرًا
ويـسـمـر لــيـلًا فـــي رحـــابِ الـمـنـابرِ
بـهـا لـيلةٌ قـد فـاق فـي الـكون قـدرُها
وعــــمَّ نــداهــا كــــل بــــادٍ وحــاضـرِ
مــلائــكُ ربــــي مـــن نــداهـا تـنـزَّلـتْ
بـــإذنِ مـلـيـكٍ بــاسـطِ الـخـيـرِ غـافـرِ
وطُــوبـى لـعـبـدٍ لـيـلـة الــقـدرِ قـامـهـا
لــمـحـوِ كـبـيـراتِ الـخَـطـا والـصَّـغـائرِ
ونــيــل رضــــى ربٍ غــشـانـا بـعـفـوه
ومـــــاحِ الــخـطـايـا قــائــلٍ لـلـمـعـاثرِ
كـتبت ودمـعي من أسى الحزنِ واكفُ
كـبـارقِ غـيـثٍ -سـاقَـهُ الـريـحُ- مـاطـرِ
فـحـرصا -أيــا قـومـي- كـثيرا فـما لـنا
ســــوى بــضـعِ أيـــامٍ عِــظـامٍ زواهـــرٍ
مـضى الـشهرُ ثُـلْثاهُ فـهل لـي بـما بقي
كـفـيلًا بـعـتقي أو مــن الـنـار نـاصـري
عـجولًا رأيـتُ الـضيفَ، مـا كـان دهـرُهُ
ســـوى زائـــرٍ أمــسـى يــنـادي لـعـابـرِ
أتـتـنـا قـبـيـل الأمـــس عــشـرٌ أوائـــلٌ
فـصـرنـا عــلـى أعـتـابِ عـشـرٍ أواخــرِ
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄