يَا هَذِهِ الْأَشْوَاقَ مَنْ فِي قَلْبِ هَذَا اللَّيْلِ أَحْيَاكِ
كَيْفَ اتَّخَذتِ مِنَ الظَّلَامِ سَفينَةً
وَرَسَوْتِ فِي مِينَاءِ ذَكْرَى كُنْتُ قَدْ أَغْلَقْتُهُ
وَهَزَزْتِ أَغْصَانَ الْخَيَالِ الصَّامِتِ الْحَاكِي
كَيْفَ انْسَلَلْتِ إِلَى خُيُوطِ النَّبْضِ
فِي بَابِي وَشُبَّاكِي
أَوَ بَعْدَ أَنْ خَارَتْ قُوَى الزِّيفِ الَّذِي وَلَّيْتُهُ أَمْرِي
وَمَضَى النَّهَارُ الْمُنْهَكُ الْمَسْجُونُ فِي صَدْرِي
تَتَقَدَّمِينَ إِلَى شَوَاطِئِ وِحْدَتِي
تَرْسِينَ بَيْنَ حَرَارَةِ الْأَشْوَاقِ فِي رُوحِي
وَبَيْنَ
بُرُودَةِ اللَّحَظَاتِ فِي زِنْزَانَةِ الصَّبْرِ
يا هذه الأشواق قد طَالَ الهجوع
وَلَمْ يَعُدْ عِنْدِي وَقُودٌ لِلْغَدِ الْآتِي
فَوَقَفْتُ بَيْنَ فَوَاصِلِ الْأَمْسِ الْمُقِيمِ
وَنُقْطَةٍ فِي الْحَاضِرِ الْمَغْدُورِ
قَدْ أَنْهَتْ حِوَارَاتِي
لِتَمُوتَ أَيَّامِي تِبَاعًا كُلَّمَا
شَطَّتْ مَرَامِي الْوَقْتِ فِيَّ
وَكُلَّمَا جَفَلَتْ مِنَ الدَّقَاتِ سَاعَاتِي
يَا هَذِهِ الْأَشْوَاقَ قَاسٍ وَقْعُكِ الْآنَا
أَنَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّنِي أَشْبَعْتُ ذَاكَ الْحُبَّ
نِسْيَانَا
وَمَضَيْتُ فِي دَرْبِي مُدَرَّعَةً بِأَرْتَالٍ مِنَ الْخِذْلَانِ
أَنْسَتْنِي
بِدُونِ تَعَمُّدٍ
كُلَّ الَّذِي كَانَا
لَكِنَّنِي
فِي هَذِهِ اللَّحَظَاتِ بِالتَّحْدِيدِ
عُدْتُ لِنُقْطَةِ الْبَدْءِ الْبَعِيدَةِ
إِذْ تَأَكَّدَ أَنِّنِي
وُبِرُغْمَ أَنْفِ تَنَكُّرِي
قَدْ كُنْتُ فِي يَوْمٍ مِنَ الْأَيَّامِ إِنْسَانا