قراءة الأستاذ محمد الأمير لنص "أيا حزن" للكاتبة عنبر المطيري -
أيا حزن :
ماحالك ..؟
هلِ اشتقتَ مُحياها ؟! -
أم ضاعفت نوائبهــا ، لتخنق لونَ أصفَاها ؟!
أياحزنُ ، كم قاسى عمري ألوانَ مرساها!
هي في الصبحِ تخبِزُ لنا قصائدَها
وفي الليلِ تُرتلُ آيَ نجواها
أيا حزنُ ، خانني اللمسُ بعدَ حريرِ أحلاها
أتنهد ...وأتنهدُ علَّ دمي
يلاقي خفقَ سلواها
حفاةَ القلبِ ؛ أين وردكمُ ؟!
أمات في الضلعِ أم سكبَ الدمُ ؟!..
ألا تذكرون رب الليل ؛والقرم
حين الليلُ يغشاها
أتلقى الركعَ الأبرارَ عيناها ؟
أأنتم في فَلاةِ البينِ ما نظرت
دعاء الدمعِ شكواها ؟
-عنبر المطيري-
👏👏👏👏👏👏
ليس للنوازع القلبية من توقيت محدد؛وللنفس الإنسانية نوبات؛ ونوبات ؛ومايعلم أعماقها المترامية وأسرارها الدفينة إلا الله..
لذلك تجاوزت علامات الاستفهام ؛وطبيعة الانتقالة المفاجئة ؛من صباح مفعم بالفرح والمسرات والبشائر المنتظرة؛ ونص أدبي ؛وقف الحزن على أعتابه ؛مختالا فخورا ..
تستعطفه الكاتبة بالنداء ؛لتسخر منه بسؤالها الحائر (ماحالك )؟!..ماشأنك ؟!إلام التمادي ؟!ومن ضحاياك؟!وكيف استعذبت نشر الآلام ؛وخنقت الأفراح ؛وبسطت في كل ركن ألوانك الشاحبة القاتمة؟!
أتراه سيندحر تجاه ذلك؟!
ومن تلك التي تستهدفها ظلما وعدوانا ؟!
أيطيب لك أن تكبل قدرات تلك التي طالما ؛امتزجت روحها بإشراقات الصباح ؛فاتحتها كانت الاحتفال بالحياة؛تلك التي امتزجت ذرات أنفاسها بمحرابها في هدأة الليل ؟!
وتمضي الكاتبة في رصد أصداء المواجع التي حلت بساحتها ؛وتنوعت أشكالها ؛في المواسين الذين انفضوا من حولها ؛وتركوها تصارع هذه الأحداث في (صحراء موحشة )عبرت عنها بفلاة..
إننا هنا أمام نص تجلت فيه دقة المشاعر؛واللحظات الأليمة ؛وطغت فيه المرارة ..
من صور شتى..
إنه نص بين الخاطرة والشعر ؛نص مائج بالألوان النفسية المختلفة .
دعواتي لكِ أ/ عنبر بأن تتجاوز مصابها المحتدم في نصها هذا ..
ولله الأمر كله -