-
في دائرة التميز والعطاء والوفاء للغة والأدب...عنبر المطيري رمز أدبي بارز.
رمز أدبي فني من طراز التميز عطاء ووفاء للغة والأدب والشعر. الأستاذة الكاتبة / عنبر المطيري.
بكالوريوس لغة عربية
صدر لها كتاب:
(خمائل عنبرية)
وهو إصدارها الأول
وقد شرفت بالحصول عليه ، فسعدت كثيرا، ورأيت أنه من الواجب إبداء الرأي بقراءة يسيرة تشمل سيرة كاتبتنا ، ومنهجها في نتاجها الأدبي المنوّع، سواء الموضوعات النثرية بشتى أغراضها ، أو مقطوعاتها في الشعر الحُر والتفعيلي.
والكاتبة لها إصدار ثان تحت الطبع.
عُرفت الأستاذة عنبر بصيتها الأدبي في الأوساط الأدبية والمشاركات واللقاءات في مختلف الفنون الأدبية والشعرية والتربوية من واقع عملها التعليمي.
وكذلك في إدارة الكثير من الملتقيات الأدبية الالكترونية، كالإشراف على ملتقى :
(نخبة الفصيح)
قبل عام تقريبا.
واليوم يرتبط اسمها بملتقاها المميز ( معزوفات مخملية) بإشرافها وتحت إدارتها ، وهو ملتقى أصيل جمع من العلوم والآداب أكثرها.
تكتب كاتبتنا - غالبا- في الشعر الحر، والمقالات الأدبية، وقضايا الساعة خاصة القضايا الأدبية، وتسهم بمنشوراتها عن المؤسسات الأدبية وبرامجها بشفافية وموضوعية.
فهي صاحبة قلم موضوعي صادق مخلص.
ولها الكثير من الأمسيات ، وحضورها الوارف في إدارة الكثير منها.
ولها مشاركتها بالرأي والتوجيه في كثير من المحافل واللقاءات.
ولعل الأمسيات التي أقامها ملتقى معزوفات مخملية دليل واضح، وصورة مشرقة لذلك الجهد والاهتمام والتميز.
هذا بالإضافة إلى إشرافها على مجلة معزوفات مخملية وأعدادها الصادرة شهريا التي يكتب فيها أدباء كبار وأديبات على مستوى الوطن، والوطن العربي كذلك،
حيث النصوص الفريدة بأنواعها وأغراضها، والنقد الأدبي، والتحليل الجميل للصور والأخيلة، والمقالة والقصة ، وغير ذلك من فنون الأدب.
ولا أحب التركيز هنا على السيرة الذاتية وأعمال الأديبة البارزة وجهودها ، رغم أهميتها للقارئ فهي محطات للتفاني والعمل الدؤوب المنتج.
ولكني سأشير إلى جماليات في كتاباتها
من خلال كتابها الذي وصلني ووقع في يدي
أو من خلال نصوص أخرى تحت الطبع.
والقارئ المتأمل لما تكتبه تلك الكاتبة يلمس تأثرها بشعراء كُثُر خصوصا الشعر الحُر ، فبصمات بعضهم ظاهرة جدا ، كتأثرها بنازك ودرويش والسيّاب وغيرهم.
وبرعت كاتبتنا - كذلك- في الخاطرة ، وكتبت في القصة القصيرة جدا ، والمقالات الأخرى.
والمتتبع لنصوصها في كتاب خمائلها يجد ذلك جليا.
تتحدث في نص لها دون عنوان فتقول:
قافلة تهرول
وقافلة تعود
وقافلة خلف صوامع الغياب تلوذ.
فهي هنا لها مسافاتها المكانية والزمنية التي يخيم في آفاقها ذلك الغياب المر.
وفي الرؤى النفسية الوجدانية لها تصوير جميل :
كيف تقرؤني؟
مفرداتي محشوة بالقتلى
تقسو وتتمرد
تلطخك بحمرة
فهنا صورة قاتمة جدا باستخدام مفردات القتلى والحمرة والتلطخ ، حيث الاستفهام لاستنتاج دلالة معينة، يعقبه إخبار عن واقع مرّ.
وفي نص تفعيلي جميل تقول:
وكل الحيارى سكارى
وكل الحكايا شعور
وكل الفصول شتاء
ضجيج وفوضى
وتيه و"آه"
وتظهر لمستها الشعرية في هذا النص.
ففيه استوت عندها مشاعر الناس والفصول ؛ ولذلك حصل التيه والضجيج والفوضى.
ومن المنشور في خمائلها ق. ق.ج
حيث سردتها قائلة:
رتبت فهرسته.
بعناوين نصوصي ...منها المبتور والمكتمل إلا الصفحة الأخيرة بقيت بلا عنوان.
ارتبك حلمي واستيقظت منه وجلة..
ولعل القارئ يلمس هنا مهارة الكاتبة وبراعتها في ق. ق. ج.
كتبت الأستاذة عنبر في كل ما يستهوي خيالها ومزاجها ، فهي تستوحي مفاتن التوت ، وصبار القفار وغير ذلك مما تشي به كتاباتها.
تقول في خمائلها أيضا:
في ليلة شامة تمارس فن الرقص على مساكن اللوتس..
صبار القفار
ومفاتن التوت
ترسم بيننا حيرة
تزرع واديها من
الأحاديث المكررة..
ومن نص في الشعر الحُر تقول:
لقاء شعاعك الأول
وفي عينيك عاصمتي
وأنت جنوني الآخر.
ويُلحظ التجسيد في مقطوعاتها ، ففي مقطوعة تعنون لها ب( تخثُّر) تقول:
شهيق الرأي بات غصة الحوار ويعقبه زفير شائك
كبقايا حلم شيّعه السطر الفارغ.
وتكررت مفردة الجنون عند كاتبتنا كثيرا ، ولعل القارئ يستقرئ ذلك ، سواء في مطبوعها ، أو المقطوعات الأخرى، ومن ذلك قولها:
على قيد الجنون حكاية لم تكتمل بعد
وهي بهذه الومضة تخبر أن حكايتها لم تكتمل، وكيف تكتمل وهي على قيد الجنون.
والجنون هنا جنون رؤى وخيال وحرف وكل ذلك يستلزم وقتا لإكمال بث صورها المنبثقة من ينبوع الإحساس.
وبعد:
فقد سعدت جدا بكتاب خمائل عنبرية ، وصوره ، وفنياته التي رسمتها كاتبتنا بريشة خيالها ؛ لتخرج لنا لوحة فائقة الجمال.
وقدر اختصرت قراءتي واستطلاعي لكتابها خشية ملل القارئ الكريم.
بارك الله الجهود
ومزيدا من الألق.