الجسمُ في وهنٍ قد هدَّهُ السهرُ
والقلبُ منقبضٌ والدمعُ منهمرُ
والنفسُ ذاهلةٌ والروحُ في سفرٍ
يأتي بها سفرٌ، يمضي بها سفرُ
الظلمُ يطعنُني والقهرُ يقتلنُي
والحزنُ يعصفُ وجداني ويعتصرُ
ماعادَ بي لاحتمالِ الحزنِ متسعٌ
ولا لإطفاءِ نيرانِ الأسى مطرُ
حكايةُ الحزنِ جزءٌ من ثقافتِنا
فكيفَ نهربُ إذْ أحزانُنا قدرُ؟
ويحٌ لمن أسرفوا في ظلمِنا ولهُـمْ
في كلِّ زفرةِ صدرٍ مثقَلٍ شررُ
أوَّاهُ كم عَقدُوا للظلمِ مؤتمراً
وقامَ للنيلِ منّا كاذِبٌ أشِرُ
لقد صبرنا على إجحافِهِـمْ زمناً
لكنْ أراهمْ عنِ الأحقادِ ماصبروا
فَكَم تمادوا وغالوا في عداوتِـهِـمْ
ولم يراعوا ذوي قربى إذا انتصروا
إنْ كُنتَ من خطرٍ تخشَى ففتنتُهُـمْ
هي المصيبةُ في دُنياكَ والخطرُ
ياقلبُ مالي وللأحقادِ يحملُها
غيري، ويلحقُني جَرَّائهـا الضررُ
من أقربِ الناسِ عانينا فوا أسَفاً
ودونَ ذنبٍ قلونا، أجحفوا، قهروا
عاملتُهمْ بالتي.... أنصفتُ من بدني
ضحيتُ بالروحِ، نفذتُ الذي أمروا
لكنَّهْمْ أسفاً ماقدروا ثمناً
دفعتُـهُ غالياً كلَّا ولا اعتبروا
كأنَّ معروفَنا المسكوبُ في دَمِهِمْ
صحراءَ رملٍ سقاها في الشتا مطرُ