إلى القنبوسي العالق بالروح..
صباحك نغم إشتياق يغلي، ومساؤك وتر حب يتعاظم في التعالى وليلتك نجوم تترى، تُطل عليك من كل جهاتك، تمخر عباب السموات ولهاً.
وبين زحام الثواني و الأوقات روح تحوم متسائلة أي مطر قد يحضر روحك طائعة إلى مقلتي لتنجدني بها في هذا المساء الغائم، أراقب الغيوم باعثة مع بياضها بريدي علها تسلمه إليك قلبا بنبض، تنهيدة بوردة وحبا بعشق.
هنا..شتاء ونغم، وروح تتعلق بالاشتياق تقاوم اللهفة بالتسرب لأغنية عابرة، تعارض الحنين بقراءة قصيدة موغلة في العطش،
و هناك أضبط خيالك، تعبر أنتَ مع الأغنيات خاطري المؤثث بالفقد،
أنت والأغنيات قريبين مني.. بعيدين عني، لا ألمس اللحن ولا أمسُ وجهك، كلاكما تبثان الحيرة في مفاصل التنهيدة فاحترق بكما كشمعة ديدنها الاشتعال وعقيدتها التكهن بالغياب حتى في أمتع لحظات اللقاء.
كل هتان، كل غيث، كل مطر يدلني إليك، و هذا المطر حبيب رقيق و شائك كذكرى لا تعود، وكلما صلوا طلبا للغيث عادت بي الذكرى أشد ايلاما وحبا، تمطر على روحي غيابك القادم الذي سيأتي مع قوس قزح و سفر المطر.
حين تتكثف الغيوم، يزغرد الرعد مهيباً، يلوح البرق مباغتاً، و يطيب البكاء مع المطر، جربت البكاء ألف مرة ومرة، ومع كل مطر يهبني كذبة خلود حكايتنا، وأصدق براءة الكذبة أنا التي تستهويني الحكاية، أصدق بياض رأية الحب و انكر لعنة الفقد.
ابقيك هكذا بين شغافي، اغطيك بمظلة عاشقة جائعة لمطر تقتات منه على مهل، تتزود منه لقحط أيام الجدب والفقد القادم لا محالة.
و سخرية الغد مني انتظرها بابتسامة أجيد رسمها تماما.
وتعود فيروز وأعيد الغناء:
حبّو بعضن
تركو بعضن
وكانت القصة تحت الشتي
بأول شتي حبو بعضن
وخلصت القصة بتاني شتي
تحت الشتي تركوا بعضن