اِمْلأْ كؤوس الهوى تروي مساقينا
وجُدْ علينا من النظْراتِ تكفينا
كتائبُ العشقِ في عينيك تحملنا
ولهفةُ الشوقِ ترويها ليالينا
أيامَ كنّا نباهي بالهوى نزقاً
تداعبُ القلبَ نسْماتٌ وتحيينا
فكم رسمنا على جفنِ الهوى حُلماً
ويشهدُ الدهرُ ماخطّتهُ أيدينا
نوشوشُ النجمَ آمالاً بمهجتنا
فوقَ الغيومِ نقشناها أمانينا
وكم شرِبْنا سلافَ الحبّ صافيةً
فكان أجملُ مافينا تصافينا
حدائقُ الوردِ كم بالوصلِ تشهدُنا
واليوم أزهارُها باتتْ تُناجينا
هناك للطلِّ أسررنا حكايتَنا
تُوليبةُ العشقِ مازالت تُغنِّينا
الله ياشؤمَ هذا البعدِ صبّحنا
مابالُهُ الحبّ ندنيهِ فيقصينا
جارتْ علينا صروفُ الدهرِ قاسيةً
وأصبحَ الكلُّ يحكي عن تجافينا
كنّا وماكان أيامٌ تفرّقُنا
واليوم أكثرَ مانرجو تلاقينا
من بعد ماغابَ طيفٌ منك يؤنسُنا
ماثمَّ شيئٌ على الدنيا يسلّينا
يوم استمعتَ إلى الواشينَ تشْنْفُهم
أذناً فأسرفَ في التفريقِ واشينا
فيابن زيدون ماابتلّتْ جوانحُنا
و لابروقُ الهوى وصلاً تُمنّينا
نبيتُ والعينُ تشكو من تأرّقها
والدمعُ جرّح من حزنٍ مآقينا
أضحى الجفاءُ مقيماً في مرابِعنا
هناكَ أطلالها تبكي فتُبكينا
حتى بقينا على عهدِ الوفا زمناً
نذّكرُ الوصلَ من قد كان ناسينا
ألاوعينُ الهوى من بعدكم نضَبَتْ
وطائرُ الشوقِ قد أمسى يُناغينا
جودوا علينا بوصلٍ باتَ ينعشنا
ورشفةِ الحبّ لو نحيا بها حينا