كَفَاني عَذَابًا مِنْ صُدُودِكِ يا سَلْمَى
فَحِنِّي على مُضْناكِ مِمَّا بِهِ أَدْمَى
لَقَدْ جاءَ مَوجوعًا فَمُدي لهُ يَدًا
لِيَأنسَ كَلْمٌ بالفُؤادِ دَعَا كَلْمَا
يَطُوفُ بأطرافِ النواحي تَقودُهُ
تَآبينُ شَجْوٍ قد أحاطتْ بهِ ظُلْمَا
فَيَشْكو صَباباتٍ أَلَمَّتْ بِهِ جَوًى
لِتَحْمِلَهُ شِلْوًا وَتَقْتَاتَهُ عَظْمَا
وَقَاسى مِنَ الويلاتِ ما اللهُ عالمٌ
فَلَمْ يُظْهِرِ الآهاتِ أو يَتَّقِ الهَضْمَا
تَساويفُهُ تَتَرَا بِرُؤيةِ مَنْ سَبَتْ
لواعِجَهُ حتى أصابَتْ بهِ سَهْمَا
أباحَ لها عُمْرَ الشبابِ وَلمْ يُفِقْ
لِعُمْرٍ تَوَلَّى في حلاوتِهَا غَمَّا
وَمَاتتْ لديهِ الذِّكْرَياتُ معَ الصِّبَا
فَلَمْ يَذْكُرِ الألعابَ لَمَّا رَعَى البَهْمَا
وَلَمْ يَذْكُرِ الشطآنَ لَمَّا رَأى بِها
حَبيبَتَهُ الأولى بِقْلْبٍ لَهُ أعْمَى
وَمَا ذَكَرَ الورْدَ الذي كانَ عِطْرُهُ
يُناغيهِ حِسًّا بالعُصَيرِ إذا شَمَّا
فَهَلْ يَسُتَحِقُ الهَجْرَ لَمَّا غَدَا كَمَنْ
يُضَحي بِأسْمَاءٍ لِتَبْقى هي الأَسْمَى؟
تَقَاصَرَتِ الأجرامُ في عينِهِ التي
توارتْ ولمْ يُبْصِرْ سوى غيرِها نَجْمَا
وَمِنْ ثَوْرَةِ الأحلامِ باتَ مُنَزَّهًا
بِغَيْرِ سُلَيْمَى أنْ تَكُونَ لَهُ حُلْمَا
يُحَاوِلُ كِتْمَانَ العذابِ بِرُوحِهِ
وَلَكِنَّ أَوْصَافَ البِعَادِ نَفَتْ كَتْمَا
كَأنَّ طُبُولَ الحَرْبِ أَذْكَتْ بِقَاعِهِ
نَكَالًا لِيَنْسَى مِنْ قَسَاوَتِهَا سِلْمَا
وَرَاحَ يُمَنِّي النفس يومًا لِنَظرَةٍ
تُبَعْثِرُ أشْجانًا بِأَضْلاعِهِ رُغْمَا
ولكنها سَجَّتْ بِجُثْمَانِهِ الفلا
وَأَبْقَتْ لَهُ رُوحًا تُعيدُ بِهِ السُّقْمَا
أَمَا تَتَقينَ اللهَ في قَلْبِ عَاشِقٍ
يُرَدِّدُ بالمِحْراب صَوتًا لَهُ أمَّا؟
فَيَهْمِسُ في أُذْنِ البرايا بِأنَّهُ
يَعيشُ بها هَمًّا وَيَفْنَى بها هَمَّا
فَعُودي إليه اليومَ كيما تَضُمَّهُ
حياةٌ…كَمَا ضَمَّ الجديبُ خيوطَ المَا