تدوِّي على مسمعي صرخةٌ
تنوءُ بأوجاعِها المُثقَلةْ
حنانَكَ يا أبتي ، ما بنا
تمزِّقُنا في الدُّنا مُعضلةْ؟
وما بالُ "سُودانِنا" ينقضي
وينهدُّ سُنبلة سُنبلة؟
كأنَّ البلادَ على وُسْعِها
تضيقُ بأنفاسِنا المُذهَلةْ
ومن ذا يعمِّدُ فينا أسانا
ويُدني لأحلامِنا المِقصلةْ؟
فيسرقُ منّا بقايا الأمانِ
وآخرَ ضحكاتِنا المرسَلة
حنانكِ يا ضوءَ قلبي، اسْكُتي
فآذانُ من مزَّقوا مُسدَلةْ!
ويرهقُنا السُّؤْلُ عمّا جرى
وتأنفُ من صمتِنا الأسئلةْ
بُلينا بأوسِمةٍ فجَّةٍ
تجعجعُ فيها "الأنا" المُوحلة!
كُماةٌ يحومون من حولِنا
يزيدون أقدارَنا مَهزلةْ
صناديدُ بأسُهمُ بينهمْ
وتنكرُهمْ في النُّهى المَرجلةْ
تناسَوا على صوتِ أطماعِهم
أذى الشعبِ،واقتحموا المرحلةْ
لِهاثًا إلى مَغنمٍ بارقٍ
يشُبُّون من أجلِه الزَّلزلةْ
فتغدو الحياةُ بهمْ مَأتمًا
يُسوِّدُ أيامَنا المُقبلةْ
إذا فرَّخ الزّورُ في بلدةٍ
فلا الحقُّ يجدي سوى البلبلةْ!
وهل من مُجيرٍ لنا يا ابْنتي
يُحيطُ بأزْماتنا المُخجِلةْ؟
عَدا الصَّبرِ ، والمُرتجَى ربُّنا
وليس إلى غيرِه المَسألةْ