بِــــلَا أَمَـــلٍ أَمِـــدُ إِلَــيْـكِ كَــفَّـا
لَــعَـلِّـي مَـــرَّةً أَلْــقَـاكِ أَوْفَـــى
أَسِـيْـرُ إِلَـيـكِ أَتْـبَعُ خَـطْوُ قَـلْبِي
وَأَرْجِــــعُ خَــافِـقـاً يَـبْـتَـلُّ نَــزْفَـا
يُـبَـعْـثِرُنِي وَيَـجْـمَـعْنِي حَـنِـيْـنٌ
وَبَـيْنَ جَـوَانِحِي الْحُزْنُ الْمُصَفَّى
تُـعَـانِـقُ فِـيْـكِ أَخْـيَـلَتِي سَـرَابَـاً
وَحُـلْمَاً فِـي عُـيُونِ اللَّيْلِ أَغْفَى
تَـعِبْتُ وَلَمْ أَجِدْكِ سِوَى شُجُوْنٍ
وَبَـعْضُ الـشَّجْوِ لِلْمَجْرُوحِ مَنْفَى
وَثُـــوْبُ الـصَّـبْـرِ مُـهْـتَرِئٌ وَلَـكِـنْ
أَحَــاوِلُ بِـالْـمُنَى الـمَثْقُوبِ أَرْفَـا
وَفِـيْ رِئَـتِي يُـقِيْمُ الْـحُزْنُ حَفْلاً
وَكَــمْ هَـمَّـاً إِلَــى الْأَضْــلاَعِ زُفَّـا
فَـمُـدِّي مِـنْ حَـنَانَكِ خَـيْطَ ضَـوْءٍ
لِـيَـأْخُذْنِي إِلَــى عَـيْـنِيْكِ ضَـيْفَا
بِـقُـرْبَكِ تُـصْبِحُ الْـمَأْسَاةُ عُـرْسَاً
وَيُـمْسِي الْـقَفْرَ لَـوْ تَـدْرِينَ مَرْفَا
وَكُـوْنِي مِـنْ هَـجِيْرِ الشَّوْقِ ظِلَّاً
وَمِــنْ بَــرْدِ الْـجَـفَا دَفْـئَاً وَصِـيْفَا
وَضُـمِّـيْنَي لِـحُـضْنَكِ لَا تَـخَـافِي
فَــآفَـةُ كُـــلُّ حُــبٍّ كَــانَ خَـوْفَـا
فَنُصْفُ دَمَي عَلَى خَدِّيْكِ يَجْرِي
وَفَـوْقَ خُطَاكِ تِلْكَ سَكَبْتُ نِصْفَا
تُـحْدِقُ فِـي مَـرَايَا الْوَقْتِ رُوْحِيْ
وَلَـمْ تَـلْمَحْكِ فِـي الْـمِرْآةِ طِـيْفَا
عِـدِيْ قَـلْبِيْ وَلَـوْ كَـذِبَاً فَـعُمْرِي
يَـمُـرُّ وَلَــمْ تَـقُـلْ شَـفَتَاكِ حَـرْفَا
أَنَــا وَالـشَّـوْقُ وَالْآمــالُ نَـشْـكُو
وُقُـوْفَـاً عِـنْـدَ بَــابِ رِضَــاكِ صَـفَّا
سَأَبْقَىْ فِيْ اِنْتِظَارِكِ كُلُّ عُمْرِيْ
لِأَجْـلَكِ قَـدْ نَـذَرْتُ الْـقَلْبَ وَقْـفَا