في كل صباح يضع في طريقها ظرفاً يحوي على رسالة دون أسماء، لا اسم المرسل، ولا المرسل إليه، ويقف بعيداً يراقبها وهي تأخذه.
رسالة تنضح بالحب والجمال والهمسات الرقيقة تقرأها، وتريها لزميلاتها اللواتي يتخيلن جميعاً أنها لهن من فارس أحلامهن.
وفي كل مساء تدور في عقله معارك ضاريات بين تحطيم حاجز الخوف، وكتابة اسمه، واسمها في الرسالة لتعرفه; لتعرف أنها المقصودة دون سواها ،ولكن تهزمه جيوش الخوف فيتوارى خلف ستائر الصمت ويكتب الرسالة دون أسماء
تمر الأيام ورسائله بدون أسماء متداولة بين البنات .
وذات مساء وفي خضم معاركه الليلية مع خوفه يصله خبر خطبتها لأحد شباب القرية.
دارت به الدنيا وقرر أخيراً الانتصار على خوفه وكتابة اسميهما في الرسالة
وفي الصباح وضع الرسالة في مكانها ووقف في مكانه المعتاد مراقباً، ولكنها هذه المرة مرت ولم تلتفت للرسالة، ولم تأخذها، ونظرت نحو مكانه مطولاً وكأنها تقول له:
أعرف أنك هنا، وأعرف أنه أنت من البداية ولكن الحب لا يعترف بالجبناء.