-
وأُنظر إلى إِِطارِ ِ مرسامي كيفَ مثل دور َالحياة ...؟!
كيف أدخرَ أنوثتي وخبأ ضلعُها الأعوج بين ثنايَا ِالليل ...؟!
كيف دونَ أسماءَ ضحايَا الرواية وعاثَ بِقصاصِات عناوينها ...؟!
كيف نهضَ من ضلعِ قصيدةٍ بُتر شطرُهَا المعتوه ...؟!
كيف مزقَ الصورةَالقديمةَ... أسودها... وأبيضها ...؟!
وانتهت بلا مُسمى...
وكيفَ قذفَ قطعةِ النقودِ الحديد في شطوبِ الحُفر ..؟!
حتى بات َالظمأُ يتناول شقوق أقدامي التي عاثتٌ في مرسامِ اللوحة ...!!
ومرسامي وحيدٌ ... تعفنت بهِ صورُ الضحايا، وعبراتِ الحناجر ......!!
وبين معترك الأحداق... قارب ديسمبر... ويسبقه نوفمبر ... وربع مائة نقطة ... فجأة ...
يقررُ امتداد الأمس صياغة القتلى ، على رمح قصة انصهرت في اشلائها عقود الدجى....!!
وثغور العمر تحاول رسم مبسمها على قيعانِ هودجها...!!
وكومة القش في إطارِ مرسمها... لم يتلوها القاع بعد ...!!
-
بقلم :عنبر المطيري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قراءة الأستاذ جبران قحل لنص اتوك كل شيء لإستاذة عنبر المطيري
ـــــــــــــ
المرسام... رمز محبب مرتبط بالميول والمساحة المتاحة للتعبير عن الذات بحرية وشفافية وصدق... اختصرت الكاتبة فيه الحياة بكل تعقيداتها وظروفها المادية والمعنوية...
الليل هو الدثار الذي يلوذ به كل آرق... أنى كان سبب أرقه فهو الصديق الذي يلجأ اليه المرء فيبثه نجواه ووجعه.. والتفاصيل هنا هي الهواجس والوساوس التي تعتريه.... اما الضلع الاعوج فهو الانحدارات والارتفاعات والجزر والمد الذي يلون العلاقات العاطفية... والاحداث والمواقف التي تتراكم في الذاكرة... وما يتخلل ذلك من انكسارات وخيبات...
ثم استجماع القوى واسترجاع القدرة على الاستمرار... وقطع الارتباط بذكرى تجربة مريرة للنهوض باحساس اكبر ثقة واوسع املا ( نهض من ضلع قصيدة بتر شطرها المعتوه - كيف مزق الصورة القديمةاسودها وابيضها وانتهت بلا نقطة... الخ)
تحملنا معها الكاتبة على اجناح روح تخلصت من ربق ماضيها ورمته خلف ظهرها بكل تفاصيله... لتبدأ برسم لوحة جديدة على ذات المرسام الذي تبرأ من كل الصور المؤلمة التي تعفنت... وقد ارتوى هذا المرسام من قوة هذه الروح وخبرتها وامتلاكها الاستعداد العقلي والعاطفي لمواجهة الحياة واستهلالها من جديد...
من جراح الامس... ومن هلام الانصهار.. تعيد الكاتبة صياغة نفسها... وتجميع ما تبعثر من اشلاء تجربتها... متخذة من الندوب وانقاض الماضي الوانا مبهحة ترسم منها ابتسامات تطرز هودج رحلتها المستقبلية... بأحاسيس التفاؤل والانطلاق...
هذا النص النثري الجميل المغرق في الشاعرية والمؤثث بالرمزية الموحية غمرتنا في ثناياه الاستاذة عنبر المطيري... فاستدرجتنا لكتابة هذه الاسطر الانطباعية عنه... وليس لنا مد ولا صاع في بيادر النقد... فلها الشكر الجزيل ...