رياح الشوق تزأر في جنبات الفؤاد المتوجع من الفراق. رعود الوجد تصرخ في ثنايا الروح من أثر الغياب، وزفرات الصدر أمواج هادرة تعلو شواطئ الصب، وحروفي أنغام حزينة تهدئ من روع الموج، أما كلماتي فبساط ريح ينتظر موعد الرحيل ليصل إليك أينما كنتَ يا حبيبتي، ليهديك بريق عيوني ونبض قلبي، وينثر بين يديك جمان حبي ويحيطك بزهور شوقي.
إني هنا انتظر الأيام بكل تفاصيلها، أراقب ساعة حائطي، أسائل عقاربها التي لا تمل من الدوران: متى تحين ساعة اللقاء؟
وأقلِّب في مخيِّلتي أوراق الذكريات لعلها تخفف وطأة الانتظار القاتل.
يا الله! ما أقسى الحياة حين يغيب الأحباب!
ويا الله! ما أروعها حين يتراقص القلب طرباً بمقدمهم!
حبيبتي..
هأنا امتطي صهوة شوقي إليك، وصهيل قلبي يُفزع ليل الغربة، وقريباً سيبتسم الفجر ليهدئ من روعه، فانثري في مداخل الحي زهور الربيع وأشعلي في ميادينه شموعك الملونة بتلك الألوان التي طالما ازدانت بها سهراتنا، وتوشحي ثوب الأنس، وانتظريني في ناصية الدرب فإني قادم ومن خلفي تفاصيل حبي في موكب زاخر تعلونا النجوم لتضيء سماء الوصل. انتظريني.