هنالكَ
حيثُ الماءُ أُوقدُ شمعتي
وأُنشدُ موّالينِ منْ مهجةٍ حرّى
أُضيءُ
وبي نارٌ إذا لوّحَ الدّجى
تقلِّبُ في كفّيَّ زهرَ الهوى جمرا
وبي منْ
بقايا الدّربِ حينَ تلومُهُ
شقائقُ نعماني إذا مسّها مسرى
ظمئتُ فحارَ
الرّملُ حتى استوى بما
تقاطرَ منْ روحٍ يقلّبُها نهرا !!
وأرهقَني فصلُ اليبابِ ، فآثرتْ
بأنْ تصبحَ البلوى بمجهولِهِ
حشرا
تميلُ على كتْفي كغصنٍ يريدُ أنْ
يرى راحةً فوقَ الجدارِ
وما أحرى
وتشربُ منْ كأسٍ ملأتُ عروقَها
بهمّي فتغدو منْ نبيذِ
الضّنى سكرى
على البيدِ يختالُ السّرابُ ليستوي
إذا جفَّ ضرعُ الماءِ في
صدرِها خمرا
وفي شجرِ
الصّبّارِ بعضُ ملامحي
تحاولُ أنْ تمتاحَ منْ روحِهِ صبرا
على صخرةٍ
صمّاءُ تنمو سنابلي
وإنَّ منَ النّسرينِ ما يفلقُ الصّخرا
أراوغُ أوراقَ الخريفِ ، لتستوي
إذا دلّلتْها الآهُ ريّانةً
خضرا !!
نمتْ ألفُ صحراءٍ برأسي وحينما
أطلّتْ غدتْ ممّا يلي غترتي
بحرا
أُلحُّ على
ريحِ السّمومِ لتنحني
قليلاً لكي أفضي لحرّاسها سرّا !!
وأُصغي
إليها ربّما حمّلَ المدى
حنايا سراياها إلى قريتي أمرا !!
توشوشُ هل
تدري بما ضمَّ خافقي ؟!
فمنْ علّمَ الهوجَ الحنينَ ومن أدرى
لقد اودعتْ
أمي الثرى بعض نبضِها
وأودعتُ هذي الريحَ من مهجتي شطرا !!