لَمْ أجتَرِحْ طُرُقًا إليها
كانَ شيءٌ ما يضيءُ وراءَ مِشْيَتِها
وليلٌ ما يُوَسِّعُ أُفْقَهُ وَتضِيْقُ
عَنْ قَمِريْ الجِهَاتُ
شَيْئاً - فَشَيْئاً
شَدَّنِيْ عَطَشِيْ إليْهَا أُيَّلًا...
وَأَسَالني هَوَسًا، علَى أعشَاْبِهَا...
حتَّى إذا وارَبْتُ قَامَتَها بسَهْويْ، شَجَّنِيْ
حَجَرُ الغِوايَةِ، وانتَبَهْتُ مضَرَّجًا بدَمِ الحَنِينِ
لأقْتَفِي مَا خلَّفَتْهُ علَىْ حَصَاهَا
منْ شُعَاعِ، وَمَا وَشَتْ عَنْ
حَقْلِ نَرْجَسِهَا، الرِّئاتُ
لَمْ أجْتَرِحْ طُرُقًا إليكِ،
وَلا توَسَّمْتُ الأَهِلَّةَ فِيْ خُطَاكِ
هُوَ الطَّرِيْقُ وَسِيْلَةُ الحُبِّ القديمةُ
يَلتَقِيْ رَجَلٌ بسَيِّدةٍ، فتَلْسَعُ قلبَهُ بأَزِيزِ
ضِحْكَتِها، وتلكَ هيَ الفتاةُ...
تُغْرِيْ أصَابعُها الفَرَاشَةَ أَنْ تَهُبَّ
عَلَى مَصَابيْحَ التَمَاْسَتِها، وتُغْرِيْ الجَمْرَ
أنْ ينْسَىْ سَجِيَّتَهُ وقد أَدْلَتْ بهِ لمِزَاْجِ أنْمُلِهَا،
وتُغْرِيْ الرِّيْحَ أَنْ تَنْسَلَّ فِيْ أنْفَاْسِها
وَتُزَاوِجَ النَّايَاْتِ بُحَّةَ صَوتِها،
فَتَفِيْئُ مَوَّالاً علَى برِّيَّةٍ
جَوْعَىْ، فيَكْتَظُّ
الرُّعاةُ...
لا تجْتَرحْ لغةً، فتلكَ هيْ الفتاةُ
هيَ، منْ
تَسِيْلُ لتَحْتَسِيْكَ
ومَن تغِيْبُ، لتَقْتَفِيكَ
ومَن تَجُوْعُ لتَشْتَهِيكَ
ومن تُخَفِّفُ عَنْكَ قَتَلَاْكَ الذِينَ
حَصَدْتَهُمْ فِي الحَربِ، تُنْسِيكَ الذينَ
توَسَّعُوا في الرُّوحِ بابًا، منذُ شَبُّوا في
الغِيَابِ مَآذِنًا، وتعَرَّقَتْ
بهِمُ اللُّغَاتُ
لا تَجْتَرِحَ لغَةً، فتِلكَ هِيَ الفتَاةُ...
نامَتْ بَنَفسَجَةً فأَيقَظَها ندَاهَا
حَدَّقَتْ في النَّهْرِ، فارْتَبَكَتْ عَلَى مِرآتِهِ
شَامَاتُهَا ما ليسَ يُحْصَى من نُجُومٍ
أومَأَتْ لحَبيْبِهَا، فَتفتَّحَتْ كَلمَاتُهُ...
وتَفتَّحَ الإنسَانُ في صَلْصَالِهِ
والمرءُ دونَ فَتَاتِهِ
ذِئْبٌ وَشَاةُ...
عَبثًا تُفسِّرُهَا
شَظِيَّةَ وَرْدَةٍ
وهِيَ الفتَاةُ
هِيَ الفَتَاة.ُ.!