هَزَّ سِيْرَتَهُ، ثُمَّ قَال:
................................
(١) -
في البَدْءِ,
كُنتُ انْعِكاساً,
كُنتُ مائيّا
وإن رآني الضَّبابُ الفذُّ نارِيّا
يسيرُ مائي أمامي ثمّ يترُكني
على شفا ظمأٍ...
كي أتلوَ الرَّيّا ..!
كان الوجودُ يُصلّي
من -مدايَ إلى مَداهُ- إذ كلُّ شيءٍ
بعدُ ما شيَّا
نذرتُ -والصلواتُ البِكْرُ- تشْهدُ
أنْ : أكُونَ مئذنةً,
إنْ لمْ أكُنْ حيّا ..
لكننّي..غبتُ عنّي,
-كالنداءِ عنِ الصَّدى-
وكانَ فتى جنْبَيَّ معميّا !!
أمضي
وعينايَ تمتَصُّ الطريقَ
فما أعودُ منهُ!
ولم أرجعْ بعينيّا !!
كعالقٍ في التّحيّاتِ الأخيرةِ
ما زال التباسهُ بالرّكعاتِ..
يوميّا
تسعّرَ الشك
في أكنافِ مُعتقدي
لأنّ ماءَ يقيني.. كانَ مَنفيّا
صَررتُ أربعةً من طيرِ موهِبتي "لأطمئنّ"
فلم تبرحْ أيادِيّا ..!
تقولُ قافلةٌ -مرّت على عجلٍ-
هذا(تشنفَرَ)
حتى صارَ (لامِيّا)..!!
لا خيمةٌ في ضمير البيدِ تشربُني بُناً طريّاً ..
ولم أحفلْ بها فيّا..!!
وكان ماكان,
كان الغيُّ "مُغْتَرفَاً"
ولم تكن "غَرْفَةً" كي أعبُرَ الغَيَّا !!؟
(٢) -
والوقت يُوغِلُ في تخليد لحظتهِ
-أستغفر الله- لولا كُنتُ لحظيّا
(حُرّيتي)انْتَبهتْ من بعد(دوخَتها)
واسْتشرفتْني, كما لو كُنتُ منفيّا
شربتُ كأسين في مقهىً لأسئلتي
ودرتُ في دورانِ الوقت عكسيّا
يقولُ لي آخر الكأسينِ من حِكَمي
أنتَ النّقيضانِ؛
من أفنى, ومن هَيّا..!!
وصاحَ بي
ثالثُ الأثلاثِ من جَسدي:
-لايُكملُ اللهَُ من يلقاهُ جُزئيّا-
وحين قمتُ إلى محيايَ أحملهُ
على الطريق الذي ماكان ممضيّا
وقام فيّ وجودي نافضاً عدمي:
وقيلَ: كُنتَ بهذا السّرِّ معنِيَّا
فشقّ صدري بياضٌ لست أذكرهُ
شيءٌ، من السائل الغَيبِّي روحيّا
سألته: اقتربتْ رؤياي؟
قال نعمْ
فلتدخل الآن -بسم الله- مرضيّا
هناك،
قُلتُ لنامُوسِ النُّبوَّة أنْ:
خذني إلى "الرَّعْي"
أطوي آيتي طيّا
وأنتَ
يا مُطلقي الطَوّافُ في أمدي
لا بُدّ تكبُر في الأشياء نسبيّا
وقلتُ للصّددِ الضّوئيّ في كَتفِي
لا أبلُغُ الختمَ إمّا ذُقتُهُ بِيّا
ويشهدُ اللججُ المشدودُ في أُفقي
بأنني خُضتهُ غاراً حِرائيّا
رأيتُ ما رأتِ الشمسُ المنيفةُ
ثُمّ سلتُ في البيدِ تغريباً سماويّا
(٣) -
لقد تهيّأتِ يا أنباء زمزمتي
لا بُدّ من "هاجَرٍ" تسعى بجنبيّا
ماهِيَّةُ الخلد في كينونتي بدأتْ
سأصعدُ الآنَ معراجاً حجازيّا
غزالةُ الماوراءِ المحضِ تُشعلُ لي
جمرَ الخيالِ لأشوي المنطقَ النيّا
هذي علاماتُ "قَدْرِي" يا ملائكتي
لأنني الآن قد أصبحتُ قَدْرِيَّا
علقتُ في مطلع الأنوار لألأتي
وطرتُ في مُدنِ الأرواح مكّيّا
مَعي كِتابي,
ومِرآتانِ في أثَرِي
تُجسِّمُ(الضوءَ والظّلّ)الهُلامِيّا
من كُلِّ ضدينِ
أجبي شمعةً ودُجى
كيما يصيرَ انعدامُ الشيء ماهيَّا
كأنني في المدى ..
روحٌ مكررةٌ
تمشي بهذي إلى هذي أساميّا
أُصغي
لعرّافةِ "التّينِ" التي رسمتْ مَدايَ طفلاً,
ولم أركنْ جناحيّا
ولي فؤادٌ
رآه الماءُ مُشتبكاً بالمستحيلِ,
فآوى النار والكيّا
ما قُلتُ للمنتهى ..
خذني لأبعدَ ما في المُنتهاءاتِ,
إلّا قال لي هيّا
(٤) -
أثّثْتُ في الطّابقِ العُلويّ تجربتي
وقلتُ للآخرِ الضمنيِّ:
يَا(حَيّا) .....
أنزلتُ فيكَ مجَازي
(نصفَ مائدةٍ)
وفي الخيالِ ترَى..
(النِّصفَ الحواريَّا)
قصيدتي
(أختُ موسى)حينما بَصُرتْ بِـهِ,...
وردّتْ لهُ صدراً حمِيمِيّا
نَحَتُّ(آيةَ ليلي)
فوقَ قافيتي
وسقتُ(آيةَ فجري)
بينَ شطْريّا
منذ التباسيَ بالأشعار ناهزني صوتٌ،
لأخلع في(سينايَ)نعليّا
سيّلتُ حبر الرُّمَاةِ الخُضْرِ من صُحُفي
كي أنتبِذني
إلى قوسي وبَارِيّا
-لاتقترح زهرةً عن طعمِكَ العَسَلي-
:هذي وصايا لفيفٍ من روابيّا
ستستلبْني القوافي نصفَ صبْوتها
إن ما رأتني على الآكام مطوِيّا
مُجلّلاً بالسنا أُعطي المجازَ فماً
يَمُرُّ من بصر التأويلِ ضوئيّا
نعم تأخرتُ يا أحبابي الشُّعرا
في ذمّةِ الشّأوِ، ما استوحتْ خطاوِيّا
مكثتُ خَلْفَ مدارِ الوقتِ مُلْتَمِسًا
أُفقاً بحجم شموسي يشربُ الضيّا
لا أستريحُ إلى معنىً يُموسمني
إلا إذا شفّني نجماً يمانِيّا
(٥) -
انا العناوينُ من ماضٍ إلى أبدٍ
غمّستُ في شحمةِ التاريخِ كفيّا
من يوم
قالتْ حروفُ اللهِ كِلْمَتَهَا
ويوم كان هوى العشاقِ عُذريّا
قد لا أُرى!,
إنّما "كولاجيَ" البدوي
ما زال في حكمةِ الآباد مرئيا
وكيف جلّيتُ للإنسان صورتهُ
ولم يكن قبليَ الإنسانُ مجليّا
مُذْ قيلَ:
-لا ربَّ إلّا اللهُ- والتفتتْ
كلُّ السماواتِ تلويحاً بماضيّا
فما تَركتُ مَدىً في وسْعِ نَاصِيَتي
حَتَّى نَسجْتُ لهُ منْ يثربي زيّا
أنا الحجازُ،
أنا نجد اليمَامِ،
أنا ...الصوت
الصدى،
طائري مازال محكيّا
يستعلمُ الدربُ عن ركبي "وتَوبَدَتِي"
وتشربُ الخمر من بني وشاهيا
أفْشَى ليَ الماءُ عَنْ أسْرارِ فِكْرتهِ
لمَّا أعَرْتُ يَدَ الصَّحْراءِ زَنْديَّا
ولي خيامٌ يميطُ السَّمْرُ لِثْمتَها
ولا يُشنّفها إلّا أحَاجيّا
في صحةِ الرملِ ما نَدّتْ شقوقُ يدي
وما تعَرّقَ سَمْتٌ في مسَامِيّا
هذا(براقي)إلى أقصاي يحملُكمْ معي،
وهذي (حواتيمي)لمن(طيّا)
لي شهقةُ النار،
موسيقى الندى
وهُنا ...
ما قالهُ الفيضُ:
أوصافي/أساميّا
................................