روحي تمدُّ يدَ الوصـــال رقيقةً
مسحتْ دموع التائه المتذلّلِ
رسمتْ بمهجةِ قلبه إشراقةً
تجلو الظلام و حرقةً لم تذبلِ
بعثتْ على أجوائه أُنشودة
أندى وأعذب من ترنُّم بلبلِ
ألقتْ بمسمعه الشجيِّ رسالةً
ألحانُها عزفتْ غرام المُثملِ
فجعلتُ إحساسي وسادة روحه
و صقلتُ مرآتي لقلبٍ مثـــقلِ
شفافةً بالعمق رغم نضوبها
جذبتْ بطلّتها فؤادَ مـعـلّلِ
نقلتْه من تيه العوالم مثقلاً
و الشوقُ ينبِئُ عن غريبِ المنزلِ
فأخذتُه وصنعتُه ورعيتُه
وسكبتُه عطراً فريد المخملِ
و بكيتُه وبكيتُ أيامي التي
قد شِبتُ فيها من وراء المأملِ
حتى العروقُ وماحوته مداركي
تهمي عليه بدمعيَ المسترسلِ
لكـنـه سبكَ الجروح قلادةً
باتتْ على جيدي كحد المُنْصَلِ
مهما يكفّ الظلُّ سربَ ردائه
فخطاي في الرمضاءِ عزمُ المقبلِ