لغةُ البيان وكوثر الوجدان
لاغرو أن تسمو على الأقران!
لاغرو أن يهبَ الخلودُ عطورَه
من أجلها..ونشيدَه الرُّضواني
كالشمس ناعمةَ الشعاع تبلجتْ
أوصافُها وزهتْ بكلِّ مكان!
لغةٌ لها صرحُ المهابةِ مثلما
بلقيس ذات العرش والإيوان!
لغةٌ منعَّمةُ كأزهارِ الربى
ورحيقُها أحلى من الرمان !
كالبحر منداحاً وفي أعماقه
ماقد تحار أمامَه العينان!
وهي الفخار لأمة الضاد التي
شقَّتْ دروبَ العلم واﻹيمان !
درر الكلام تفيضُ من قسماتِها
فيرفُّ سحر القول في اﻵذان !
أمَّا العداةُ ففاتَهم أن يرهفوا
أسماعَهم لضميرها النوراني !
فتآمروا في جنح ليلٍ دامسٍ
وهمُ على الآثار كالعميان !
دعْواهم أن الحضارةَ كبَّلتْ
سيقانَها عن نهضة اﻷوطان !
درجوا على هدْمِ الجُسور فهاهةً
وتعلَّقوا بأناملِ الشيطان !
نبذوا التراثَ وراءهم وتنكبوا
عن مجدها الضَّافي بلا عنوان .!
«والناسُ أعداءٌ لما جهلوا» وقد
لا يدركون ضراوةَ البركان !
والليلةُ القمراءُ تصطلم الدجى
وكذاك آخرةُ الظلوم الجاني !
ياسائلي عن بنتِ عدنان التي
فاقتْ ملاحتُها سنا الغزلان !
أرأيتَ إذ تنساب أنغامي على
إيقاعها لعذوبة اﻷلحان ؟!
أرأيت للغةِ الطَّليقةِ وهي في
أندائها نشوانة اﻷغصان ؟!
ماذا أحدِّثُ عن جهابذةٍ سعوا
من أجل صدِّ سنابكِ الطوفان!
ماذا أحدِّثُ عن قوافٍ غضَّةٍ
لمَّاتزلْ شهداً ونهرَ أغاني؟!
ماذا أحدِّثُ وهي أقربُ من دمي
ماذا ؟(وهل بعد العناق تداني)؟!
في كلِّ أرضٍ ألسنٌ هتفتْ بها
واستلهمتْ منها هُدى الحيران!
وتظلُّ سيدة اللغات منارةً
شمَّاء ليس لحسنِها من ثانِ!